عمّان | دخل اعتصام الفنانين الأردنيين المفتوح في شارع «جبل اللويبدة» في عمّان أسبوعه الثاني، في أول تحرّك لهم منذ أكثر من عقدين، وجهوا خلاله رسالة مباشرة إلى الملك عبد الله الثاني، طالبوا فيها بحقوقهم، وسط تجاهل تام من المؤسّسات الرسميّة والحكومات المتعاقبة. وما زاد الوضع سوءاً هو بيع «مؤسسة الإنتاج التلفزيوني الأردني» التابعة للتلفزيون الرسمي التي كانت ترفد الساحة الفنية الأردنية بالأعمال الدرامية.
أما الشركات العربية الخاصة التي اشترت المؤسسة فلا تهتم بتقديم إنتاجات محليّة. وأكد نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب استمرار التحرك حتى تنفيذ المطالب كاملة، وتوجه إلى موظفي الديوان الملكي بالقول: «هناك وسائل احتجاجية تتلخص في الإضراب عن الطعام، وتوعد الحكومة بالنزول إلى الشارع». وأشار إلى أن آخر اجتماع مع موظفي الديوان الملكي عقد في فبراير (شباط) الماضي، لكنّ هؤلاء لم يفوا بوعودهم رغم تعدد الاجتماعات الرسمية التي كانت تهدف إلى المطالبة بتفعيل دور مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وشمول الفنان الأردني وأسرته بالتأمين الصحي الشامل، وإنشاء فرقة وطنية للمسرح وأخرى للموسيقى. وأكد الممثل محمد القباني لـ«الأخبار» أنّ «الفنانين ليسوا شريحة عابرة، بل هم عنصر مؤثر في المجتمع»، رافضاً تهميش هذه الفئة من الجهات الرسميّة. وأعرب الفنانون عن أسفهم لأن تفرض عليهم ضريبة انتماء لوطنهم وقضاياهم بسبب سياسات الحكومات المتعاقبة التي ظلمت الفن وناسه.
من جهته، يأمل المخرج المسرحي محمد الإبراهيمي في حديثه إلى «الأخبار» «ألاّ نضطر إلى التصعيد بعد الاعتصام، فهدفنا إعادة الحقوق إلى أصحابها بعدما هضمتها الحكومات المتعاقبة على امتداد أكثر من عقدين». في مكان الاعتصام، صدحت الأغنيات الوطنيّة بصوت فيروز على أضواء الشموع، وعبّر أهل الفن عن ولائهم وانتمائهم لبلادهم، وشددوا على «محاربة الفاسدين الكبار» كما سمّوهم، لأنهم غيبوا دور الفنان الاردني عن الساحة. ومع استمرار الاعتصام، تحوّلت المطالبات المهنيّة إلى مشاكل سياسيّة بسبب اختلاف مواقف الفنانين إزاء الملف السوري. وما خشي منه بعضهم هو خروج الاعتصام عن أهدافه الفعليّة، وتوظيفه في مصلحة السياسة، وهذا ما حصل، إذ تأجج الخلاف بسبب موقف رئيس رابطة الكتاب موفق محادي الموالي للنظام البعثي السوري، ما أدى إلى حدوث مشادة كلاميّة، أمكن فضها بشكل «شبه سلمي». ورغم هذه الحوادث، إلا أنّ اعتصام الفنانين الأردنيين مستمرّ مع خطوات تصعيدية واضحة. والسؤال: هل سيجد صوت الفنان صدى عند المسؤولين هذه المرّة؟