غزة | بعد محاولتين رُفضتا سابقاً، ها هي الحكومة الفلسطينية تطالب للمرة الثالثة لجنة مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة «الأونيسكو» بالموافقة على ضمّ كنيسة المهد في بيت لحم إلى لائحتها، باعتبارها موقعاً تراثياً فلسطينياً. ورغم أن إدراج الكنيسة على قائمة مواقع التراث العالمي يبدو أمراً بديهياً لأهميتها التاريخية والدينية وحتى السياحية، إلا أن ذلك لم يحصل حتى اليوم. «المهد» التي شهدت ولادة يسوع، وتمثّل قبلة مسيحيّي العالم بمختلف طوائفهم، يصطدم دخولها قائمة التراث العالمي بمحاولات إسرائيلية أميركية لمنع ذلك. إسرائيل التي تسعى إلى ضمّ الكنيسة إلى «تراثها» هدّدت بالانسحاب من «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ـــ الأونيسكو» في حال اعتُبرت «المهد» موقعاً فلسطينياً. وتنوي الحكومة الفلسطينية التقدّم بطلب اعتبار «كنيسة المهد» و«طريق الحج» في بيت لحم أوّل موقعي تراث فلسطينيين خلال اجتماع لجنة التراث العالمي في مدينة سان بطرسبورغ الروسية بين 24 حزيران (يونيو) الجاري و6 تموز (يوليو) المقبل. اللجنة المؤلفة من ممثلي 21 بلداً، رفض خبراؤها طلبين فلسطينيين سابقين بضم الموقعين التاريخيين إلى التراث الفلسطيني. لكنّ انضمام فلسطين إلى منظمة «الأونيسكو» عضواً دائماً فيها، قد يدعم المطالبة الثالثة بضم الموقعين الفلسطينيين إلى التراث العالمي.
وتخوّفاً من رفض ثالث، ناشد الأمين العام لـ«لتجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة» ديمتري دلياني دول العالم المشاركة في اللجنة بدعم إدراج «كنيسة المهد» و«طريق الحج» على قائمة التراث العالمي تحت اسم فلسطين، «حماية لهما من بطش الاحتلال الإسرائيلي». من جانبه، وصف مندوب فلسطين لدى «الأونيسكو»، إلياس صنبر، رفْض الخبراء ضمّ الموقعين إلى القائمة تحت اسم فلسطين، بالقرار «المسيّس» لمصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل. ويبني الفلسطينيون آمالاً على «لجنة الخبراء العرب في التراث الثقافي والطبيعي العالمي» التي عقدت اجتماعاً قبل أيام في الكويت لتنسيق المواقف العربية قبل اجتماع لجنة التراث العالمي في سان بطرسبورغ. وأكدت اللجنة العربية على أهمية الحفاظ على هوية التراث الثقافي العربي. كل هذه المحاولات والآمال بضم الموقعين الفلسطينيين إلى قائمة التراث العالمي، يقابلها التهديد الإسرائيلي بالانسحاب من «الأونيسكو» وتهديد أميركي بتقليص الميزانية المخصصة للمنظمة العالمية، ما قد يعوق الموافقة على الطلب الفلسطيني. وكان الحصار الإسرائيلي لـ«كنيسة المهد» عام 2002 أثناء الانتفاضة الثانية (استمر 40 يوماً)، قد أدى إلى هدم أجزاء من الكنيسة التي اختبأ فيها عدد من المقاتلين
الفلسطينيين.