على مدى يومين متتالين، تكرر ادعاء الإعلاميين مصطفى بكري وتوفيق عكاشة أنّ الفنانين الذين اتصلوا على الهواء مباشرة كي يدعموا المجلس العسكري هم الذين طلبوا ذلك. علماً أن معظمهم تعلّم الدرس جيداً، وامتنع عن إطلاق التصريحات السياسيّة منذ أشهر خوفاً من إدراج اسمه على القائمة السوداء. لذا عندما عاد هؤلاء الفنانون لدعم النظام الحاكم في مصر، تجنبوا أمرين: أولهما الهجوم المباشر على الثورة، بل صاروا يهتفون باسمها. أما الثاني، فهو الانحياز إلى مرشح النظام السابق أحمد شفيق. وبالتالي كان خطابهم بالأمس يدعو إلى ضرورة تقبّل نتيجة الانتخابات الرئاسية مهما كانت. أضف إلى ذلك، الدفاع عن مواقف المجلس العسكري السياسيّة الأخيرة، سواء في قرار حلّ البرلمان أو اصداره إعلاناً دستورياً مكمّلاً.
غير أنّ خبرة هؤلاء النجوم في الأمور السياسيّة، لم تمكّنهم من تقديم تصريحات معتدلة، تجنّبهم غضب الرافضين للحكم العسكري في مصر. هكذا، قالت الهام شاهين لمصطفى بكري على قناة «الحياة»، إنّ محطة «الجزيرة مباشر مصر»، يجب أن «تتوقف وألا تستمر في متابعة أخبارنا»، وأنها تفتح الباب «لظهور مصريين «سفلة»، كي يهاجموا الجيش المصري». وهنا، التقط بكري الخيط، وراح يحرّض على إغلاق القناة مجدداً، لكونها تعمل من دون تصريح. وظهرت شاهين أيضاً مع الإعلامي توفيق عكاشة على قناة «الفراعين»، حيث أشادت بتأثيره في الشعب المصري، علماً أن عكاشة يصنّف ضمن قائمة أعداء الثورة المصريّة، فيما قالت صابرين لبكري إنّ الجيش المصري هم «خير أجناد الأرض».
أما على قناة «الفراعين»، فقالت الممثلة المصريّة المحجّبة لتوفيق عكاشة إنّه «محارب»، واصفةً المذيعة حياة الدرديري، بأنّها فخر لمصر وأبنائها وشعبها. والمثير للدهشة أنّه في الحلقة ذاتها، أخطأت حياة الدرديري عند قولها إنّ أحداث 11 سبتمبر، وقعت عام 2009، فيما هذه الأحداث حصلت قبل ذلك بثمانية أعوام، بينما حصلت وفاء عامر على نصيبها من السخرية، عندما قالت «إننا مستعدون لحماية الجيش بصدورنا». وهو ما دفع الشباب على تويتر إلى توجيه سلسلة انتقادات عنيفة إلى الممثلة المصريّة في تغريداتهم. أما الفنان مصطفى كامل، فظهر باكياً على الهواء مباشرة. وقال لمصطفى بكري، إنّ «الانحلال زاد في مصر بعد الثورة بسبب غياب الاستقرار». وقال المطرب الشعبي في اتصال مع قناة «الفراعين»، إنّه فخور بكونه من فلول الجيش المصري. أما سماح أنور، فقد اعتبرت الهجوم على عكاشة «غيرة من نجاحه الكبير»، وطالبت بمساندة الجيش المصري. والجدير بالذكر أنّ لأنور ثأراً خاصاً مع الثورة المصريّة بعد العزلة التي تعرضت لها، عندما طالبت على التلفزيون المصري بحرق المتظاهرين في ميدان التحرير قبل سقوط مبارك. وسط كل هذه التصريحات، طالب الفنانون المنحازون للثورة بعدم المبالغة في الهجوم على شاهين وصابرين وعامر وباقي الفنانين الداعمين للمجلس العسكري...