بعد مبادرة «بيكفي» التي جمعت بعض أهل الفن في وسط بيروت قبل أشهر احتجاجاً على الغلاء المعيشي وكان مصيرها السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلن «تجمّع البلد» عن بدء خطواته العمليّة خلال مؤتمر أقيم يوم الجمعة في «مسرح المدينة» (الحمرا ـ بيروت). هناك، كشفت رئيسة التجمّع منى أبو حمزة عن «انطلاق المهمّات الفعلية والعملية للتجمّع من خلال رفع أهل الإعلام أصواتهم مع المواطن ومطالبه المحقّة،
بعيداً عن الانقسام السياسي والطائفي». الممثلة نضال الأشقر فتحت أبواب مسرحها لمساندة التحرك الذي حضرته مجموعة كبيرة من الإعلاميين والفنانين هذه المرة، وأعلنت خلال اللقاء أنّ «التجمّع سيكون العين والأذن لنبض الشارع اللبناني». علماً أنّ اللجنة التأسيسية للتجمع تضمّ إعلاميين وفنانين منهم منى أبو حمزة (رئيسة)، وراغب علامة، وفيصل سلمان، وعايدة صبرا، وريبيكا ابي ناضر، وجمال فياض...
تكشف أبو حمزة لـ«الأخبار» أنّهم سيعملون «هذا الأسبوع لنيل ترخيص للتجمع، ولن نتأخر في بدء تحركاتنا العمليّة». يهدف التجمّع إلى خلق «حراك إعلامي وشعبي لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، والدفاع عن قضايا بيئية وإنسانيّة مع الجمعيّات المدنية والأهليّة». لا تعتبر المذيعة اللبنانية أن التسمية مرتبطة ببرنامجها الناجح «حديث البلد» على قناة mtv «لأنّها ولدت خلال التحرك الأول منذ شهرين في وسط البلد، وزكّاها الصحافي فيصل سلمان». وتضيف: «فكرنا في تسميات أخرى، ثم استقرينا على هذا الاسم».
تبدو الإعلاميّة اللبنانيّة راضية عن الثقة التي أولتها اياها شاشات لبنانيّة، منها قناة «المنار» وتعرب عن اعتزازها بحضور الإعلامي عماد مرمل، وبمساندة إعلاميين آخرين أمثال طوني بارود وغادة عيد وطوني خليفة... وترفض ما يقال بأنّ التجمع نوع من «النزوة البورجوازية» مضيفةً: «ليس صحيحاً أنني ولدت وفي فمي ملعقة من ذهب. ومَن قال بأنّ خطواتنا لن تحظى الاحتضان الشعبي؟» وتضيف: «أليس مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي كمال جنبلاط من الطبقة البورجوازية؟ يوم ولد الحزب، وضعت إحدى الصحف عنوان «الحزب الاشتراكي اللبناني، يولد على حفلة شاي بورجوازية». وتضمن أبو حمزة استمرار الفنانين المشاركين في التجمع، مؤكدة «أنهم دخلوا المشروع عن قناعة، وليس من أجل الدعاية وسنستفيد من حضورهم، لتحقيق أهدافنا».
لن يرحّب التجمع بالسياسيين لأنهم سبب مشاكل هذا البلد. هذا ما أعلنته أبو حمزة، وشدّد عليه راغب علامة الذي وصف السياسيين بـ«العباقرة في الكذب وفرض الضرائب والتفرقة والفتنة». وأكّد «أننا لا نعمل في التجمع من أجلنا، بل من أجل أولادنا في المستقبل»، واصفاً «الدولة» بـ «الأب والأم اللذين لا يعرفان سوى قهر الأولاد». وحضر الجلسة الأولى للتجمع الفنانون عاصي الحلاني، ونقولا الأسطا، ونقولا سعادة نخلة، وسمير حنّا، وغريس ديب، وهشام الحاج، والإعلاميان عادل مالك، ومهى سلمى، وعلي حمادة، ونضال الأحمديّة، وزينة فيّاض، ومنى نائلي الرفاعي، ونادين الاسعد، ومهى شمس الدين، والمخرج باسم كريستو، والمنتجة كورين مدوّر، والممثلون ميشال أبو سليمان، وشادي مارون، وأماليا ابي صالح، وليليان نمري، ونبيل عسّاف، وكارلا بطرس، إضافة إلى الفنان شوقي دلال والمستشار الإعلامي للتجمع الصحافي أدونيس الخطيب... فهل يسهم التجمّع في إحداث تغيير ولو طفيف أم سيبقى أشبه بـ «نادي النجوم»؟