دمشق | يعتبر عرض تخرّج دفعة التمثيل في «المعهد العالي للفنون المسرحية» في دمشق أهم حدث سنوي تشهده الأكاديمية الدرامية الوحيدة في البلاد، باعتباره يختزل كل ما تعلّمه الطلاب واكتسبوه من خبرات فنية وعلمية خلال سنوات دراستهم الأربع، لكن مَن تحمل عناء مشاهدة مشروع التخرج «بانتظار المطر» الذي يعرض حالياً على خشبة «مسرح فواز الساجر» يخرج بانطباع محبط إزاء الطلبة الـ18 الذين يتوقع لهم رفد الحركة المسرحية والدرامية السورية بدماء ومواهب جديدة.
قبل بداية العرض، سيطرت الفوضى على كواليس المسرح بسبب عدم التزام طلبة دفعة التخرج، بملاحظات المسرحي والممثل سامر عمران، الذي أشرف على عرض لم يصل إلى الحد الأدنى من السوية الفنية، التي كان يريد تحقيقها «منذ بداية عملي مع الطلبة، أصبت بحالة صدمة وذهول بسبب غياب الحدّ الأدنى من السوية والخبرة والمعرفة لديهم» يقول عمران، الذي أشرف على العديد من عروض التخرج، وشغل منصب عمادة المعهد. يرتكز عرض «بانتظار المطر» على مشاهد مجتزأة تقوم على ثنائية الرجل والمرأة، وتستند إلى نصوص الكاتب المسرحي السوري وليد إخلاصي. القاسم المشترك بينها هو علاقة الحب والعشق والحلم التي قُدِّمت في تسعة مشاهد ثنائية منفصلة (قدّمها أحمد كيكي، أسامة الحفيري، أويس مخللاتي، إيناس زريق، جفرا يونس، جيانا عنيد، حسين الشاذلي، روبين عيسى، ريما سلوم، سامر خليلي، شادي عفوف، عبير حريري، عزت أبو جبل، ماسا زاهر، محمد الرفاعي، محمد حمادة، نجاح مختار، ينال منصور). في العرض الذي وصلت مدته إلى ساعتين ونصف ساعة، حاول عمران استثمار قدرات طلبته المتواضعة للخروج بنتيجة مقبولة، لكن التباين بين الأداء والموهبة وشكل المعالجة الفنية، كان واضحاً للمتابع، ولم تنفع معه حلول عمران الإخراجية، عندما خلق فضاءً سينوغرافياً وخطاً درامياً، اعتمد فيه تقنية الـ «فلاش باك»، وحوّل الطلبة الـ18 إلى جثث لفّت بأكفانها، تخرج من قبرها المشترك خلف ستارة في عمق الخشبة، لتحكي كل ثنائية حكايتها الخاصة، وتعود مجدداً إلى قبرها. في «بانتظار المطر»، وقف الطلبة أمام جمهورهم في امتحان صعب، لا مجال فيه للتحايل أو الاعتماد على زملائهم في التغطية على ضعف أداء غالبيتهم، وعجزهم عن اللفظ الصحيح لكلمات الحوار الذي قدم بالفصحى، بل إنّ بعضهم ركّز على مظهره الخارجي أكثر من الانفعال الداخلي والصراعات النفسية التي تكسب الشخصية مكانتها وحضورها على الخشبة. المشكلة كما يلخّصها عمران أنّنا أمام طلّاب «يعتبرون دراسة التمثيل الحلّ السحري الذي سيوصلهم إلى نجومية الدراما التلفزيونية».



«بانتظار المطر»: 6:00 مساء اليوم ـــ «مسرح فواز الساجر» (بناء المعهد العالي للفنون المسرحية ــ دمشق) للاستعلام: 00963112245494