الرياض | رغم حصوله على «مباركة» جهات دينيّة عدة في السعوديّة، دخلت هيئة كبار العلماء في المملكة على خط الجدل المتعلق بمسلسل «عمر»، انتقد المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، فكرة إنتاج مسلسل يعرض سيرة الخليفة عمر بن الخطاب. وخلال خطبة الجمعة التي أقامها في «جامع الإمام تركي بن عبد الله» في الرياض، اعتبر أنّ «من المصائب والبلايا أن يهتم الأفراد بسيرة الصحابة بأسلوب مآله التجريح والنقد».
وشن هجوماً عنيفاً على من أرادوا أن يأخذوا سيرة الصحابي بالتحليل السياسي والاجتماعي، وفتح المجال لانتقادها و«الاستهزاء» بها، معرباً عن خشيته من تقديم الشخصية على هيئة «أعرابي جلف». ووصل آل الشيخ إلى حد القول بأنّ «المسلسل هو خطأ وجريمة استهدفت الإساءة إلى شخص ثاني الخلفاء الراشدين». فيما اعتبر عضو هيئة التدريس السابق في «جامعة الإمام محمد بن سعود» الإسلامية في الرياض الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك أنّ «هذا عمل منكر».
وأضاف إنّ «محترف التمثيل القائم بتمثيل الصحابة إمّا كافر أو فاسق، وهذا ما يزيد الأمر قبحاً». انتقد البراك الكاتب والمخرج والمنتج والممثلين «لأن غرضهم كسب المال والشهرة والدعاية لقنواتهم وإلى غير ذلك من المفاسد التي توجب القطع بتحريم هذا المسلسل».
ورغم أنّ mbc تراهن على إنتاج بمستوى عالمي، فإن صفحات خاصة على فايسبوك أنشئت أخيراً، مطالبةً الشبكة السعودية بوقف عرض العمل كصفحة «حملة لمنع عرض مسلسل الفاروق عمر بن الخطاب»، وذكر أحد التعليقات «أنّ mbc عدلت قبل فترة عن قرار عرض مسلسل «للخطايا ثمن» تحت وطأة الاحتجاجات، لكن وليد آل ابراهيم لن يردّ على احتجاجات الملايين التي ترفض أن يجسّد حثالة المجتمع شخصيات أفضل الناس بعد الأنبياء».
من جهة أخرى، تجدّد الجدل داخل الأوساط الدينيّة والفنيّة في مصر حول تصوير الصحابة وآل البيت في أعمال فنية. ورغم قرار الأزهر تحريم تجسيد الأنبياء والصحابة وآل البيت في الأعمال الفنية، إلا أنّ هناك حالة من الانقسام بين علماء الدين في هذا الصدد. بعضهم أكد إجازة تجسيد الصحابة، لكن بشروط، بينما رفض آخرون فكرة تجسيد الأنبياء والصحابة اقتداء بقرار الأزهر، وندّد متشددون بالفكرة وأكدوا عدم موافقة الأزهر على هذا العمل وفقاً لفتوى مجمع البحوث الإسلامية. وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر محمد رأفت إنّ الأزهر، على رأسه أحمد الطيب، له موقف واضح في هذا الشأن وسبق أن تم الإعلان عنه، وهو عدم جواز تجسيد الأنبياء والرسل والعشرة المبشّرين بالجنّة في الأعمال الفنية. أما عضو لجنة الحوار في وزارة الأوقاف المصرية إبراهيم رضا، فقد أجاز تجسيد بعض الصحابة كوسيلة من وسائل الإيضاح، لكن بضوابط شرعية معينة.