القدس المحتلة | منذ أشهر والاجتماعات تعقد في مدينة حيفا المحتلة تحضيراً لإقامة «مهرجان غسان كنفاني للأدب». كان من المفترض أن يقام المهرجان في الذكرى الأربعين لاستشهاد كنفاني هذا العام، ليصبح مهرجاناً دورياً احترافياً للأدب على غرار المهرجانات الأدبية التي تقيمها المدن والبلدات حول العالم، مع وعي كامل من القائمين لصعوبات تنظيم حدث كهذا في فلسطين المحتلة عام 1948.
لكن قبل ثلاثة أشهر من موعد الاحتفالية، «تم تأجيل الدورة الأولى إلى تموز (يوليو) 2013 لتكون لائقة باسم غسان كنفاني وبغية تأمين استمرارية المهرجان ومن أجل التنسيق مع جميع الجهات المهتمّة بأدب الشهيد غسان كنفاني» وفق ما يقول الفنان مضاء المغربي أحد المبادرين إلى الفكرة. ويضيف المغربي «جاءت فكرة المهرجان من الشاعر نجوان درويش الذي يمتلك خبرة واسعة في تنظيم الأحداث والأنشطة الثقافية، ووجدت تجاوباً واسعاً، وخصوصاً لدى الشبيبة الفلسطينية المثقفة والوطنية الموجودة اليوم في حيفا. أَقمنا اجتماعات عدة وتوصلنا إلى نتيجة أننا نريده مهرجاناً أهلياً يقوم به أهالي حيفا بجهود تطوعية». ويوضح: «ما نطمح إليه كمجموعة هو مهرجان أدبي فلسطيني سنوي يقام في حيفا في ذكرى استشهاد غسان كنفاني، ويسعى إلى خلق علاقة تفاعلية بين الجمهور الفلسطيني والأدب». وعن طبيعة البرنامج يقول المغربي: «في دورته الأولى، سيقدّم أسماء أدبية وفنية فلسطينية من الوطن المحتل ومن أرض اللجوء مترافقاً مع تقديم أدب غسان كنفاني بصيغ فنية مختلفة، وسيتضمن فعاليات أدبية وفنية وخصوصاً أعمالاً ذات علاقة بأدب كنفاني... سنبدأ قريباً الاتصال بجميع الجهات المهتمة بأدب كنفاني من مؤسسات وطنية، ليكون عملنا متواصلاً مع جميع الجهود السابقة خصوصاً جهود مؤسسة غسان كنفاني في لبنان».
ويرى المخرج سميح جبارين مدير «الورشة ـــ مساحة فنية» إحدى الجهات المشاركة في الإعداد للمهرجان أنّ «مشاريعاً مثل «مهرجان غسان كنفاني للأدب» إجبارية ما دمنا نرى أنفسنا على طريق التحرر من الصهاينة الذين يطمسون الأرض والإنسان والتاريخ؛ لا يوجد أفضل من غسان كنفاني لدمج الفن بالسياسة، فهو يجمع في شخصيته المناضل والفنان، ويجب أن ينتقل فكر هذا الانسان الى الأجيال القادمة».
وفي ما يتعلق بمكان اختيار المهرجان، يقول جبارين إنّ «كنفاني ليس حكراً على حيفا. لمدينة عكا مسقط رأسه، وللقدس، وأُم الفحم، وللعالم العربي أيضاً حصص من فنه وفكره. عموماً، نرفض تكريس فن نخبوي في غرف مغلقة، نريد جلب الفن الى الشارع. لذا، نأمل أن يقام جزء كبير من المهرجان في بيوت وادي الصليب (المهجرة) التي ما زالت قائمة، وفي وادي الجِمال والحلّيصة التي تتعرض لهجمة استيطانية، وشارع أبو نواس». ويضيف جبارين: «هذا سيكون رداً على الهجمة الاستيطانية. ولا بُد أن يكون للاجئين حصة في المهرجان من خلال اشراكهم في وسائل التكنولوجيا العابرة للحدود. وسيكون المهرجان رداً على وعي أوسلو الاستسلامي الذي أنسانا شهداءنا ومفكرينا وأسرانا، كما أنّ هذا المهرجان سيكون رداً على هذا النسيان».
من جهته، يؤكد الشاعر الزميل نجوان درويش أنّ ««مهرجان غسان كنفاني للأدب» سيقوم على تضافر جهود تطوعية وسيكون مستقلاً تماماً، ويهدف إلى تعزيز حالة ثقافية متقدّمة ومنتمية إلى الحالة الشعبية الفلسطينية وتوقها الدائم إلى التحرر». ويضيف درويش «ثمة اقتراح قوي بأن يكون شعار الدورة الأولى «عائد إلى حيفا» عنوان إحدى أشهر روايات كنفاني، كون غسان جعل من حيفا مدينة رمزية للعودة الفلسطينية، وستكون هناك حصة كبيرة لأهل حيفا اللاجئين في العالم، ولا سيما في مخيمات اللجوء في لبنان وسوريا والأردن».
أجواء من التفاؤل والتحدي نلحظها لدى جميع من تحدثنا معهم في إمكانية خلق مهرجان أدبي فلسطيني احترافي يلتزم بالقيم التحرّرية المقاومة التي يدعو إليها أدب غسان كنفاني. وعلى مدى عام كامل، سيتواصل العمل على حشد الطاقات والامكانيات الفلسطينية والعربية. مَن يود المساهمة في المهرجان أو دعمه، يمكنه التواصل مع أصحاب المبادرة الذين يؤكدون على كونه «مهرجاناً أهلياً يحتاج إلى دعم أهل حيفا وأصحابها الفلسطينيين والعرب في كل مكان».
[email protected]