هيه يا حَيّوفة أَخيراً في قَدمي شِبْشِب وفي قَدمِك شبشب
أَلبسُ شلحةً وأَتجوَّل في البيت منسيّاً.
رغم جبالكِ وأَشجاركِ وهؤلاء النائمين في مغائركِ منذ العصر البرونزي
مثلي لم تَبْلغي الثالثة والثلاثين
مثلي تحبّين الصباح موصولاً بالحلم.
إنظري ها هي سفن نابليون تبتلعها ذاكرةُ البحر
هاهي المستعمرة التي كانوا يدعونها «إسرائيل»
معروضةً للبيع أمام دكاكين الخُردة في وادي الصليب/ وها هم أبناؤك يملأون الطرقات وينشدون: / هيه يا حَيّوفة../ كيف أَنجبتِهم.. كيف أَنجبتِ كلَّ هذه الحشود أَيتها الصبية؟
وها هو هو غسَّان يصعدُ درج البيت مرتدياً شلحةً
وقد استرد جسده الممزق / ولا أَكفّ عن تفحُّص يده / ولا أَعرف أَيّنا الزائر وأَيّنا المُضيف

وما تقول رغوة أمواج بَحْرِكِ الآن ــــــ طالما أحزنَتْني أَيام الهزيمة حين كنتُ أَمرُّ بين الغزاة المصطافين...
وها هو بحرُكِ يضحك الآن من خُردة أحزاني!
هيه يا حَيّوفة..