القاهرة | ما زالت قضية شيماء عادل (25 عاماً) تتفاعل بعدما دخلت يومها الـ11 في الاعتقال لدى السلطات السودانية. الصحافية في جريدة «الوطن» المصرية، اعتقلت من مقهى إنترنت في الخرطوم، حيث ذهبت لتغطية الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في الأسبوعين الماضيين. وقد فشلت مختلف الجهود الذي بذلتها وزارة الخارجية المصرية، ونقابة الصحافيين في التوصّل إلى حلّ لإطلاق سراح عادل.
لكنّ سفير السودان في القاهرة كمال حسن علي «طمأن» نقيب الصحافيين المصريين وعائلة شيماء معلناً بأنّه «سيفرج عنها الأحد (غداً)». وأشار السفير إلى أنّ شيماء اعتُقلت مع مجموعة من الصحافيين في مقهى انترنت، و«قد سرّعت الأجهزة الأمنية السودانية عمليات التحرّي لمعرفة موقف الصحافية من الاتهامات التي توجّهها الأجهزة للأمنية إلى المجموعة» الصحافية التي كانت شيماء برفقتها. وفي انتظار يوم غد، تواصل والدة شيماء وأختها إضراب عن الطعام المستمرّ منذ الخميس، وقد انضمّ إليهما أيضاً 3 صحافيين ولن يوقفوا إضرابهم إلا مع الإفراج عن الصحافية المصرية. وقد اتهمت عائلة شيماء عادل السلطات ونقابة الصحافيين، والسفارة السودانية في القاهرة بالتقاعس وعدم السعي بجدية للإفراج عن ابنتها.
المطالبون بالإفراج عن شيماء أقاموا عدداً من الوقفات الاحتجاجية أمام سفارة السودان في القاهرة، وأمام وزارة الخارجية المصرية، وأيضاً أمام مبنى نقابة الصحافيين، مطالبين بمعرفة مصير شيماء «المختفية قسراً» قبل الإفراج عنها فوراً. وقال بعض المحتجين: «إذا كانت كرامة المصريين مهانةً في الخارج أثناء عهد حسني مبارك، فإن الأمر يجب أن يختلف بعد الثورة». وأشار هؤلاء إلى أن «السلطات السودانية استخدمت الصحافية المعتقَلة «كبش فداء» وعبرةً للصحافيين الراغبين في تغطية أخبار الاحتجاجات في السودان». وناشد كثيرون الرئيس محمد مرسي التدخل لوضع حلّ. وقال رئيس «الاتحاد العام للصحافيين السودانيين» محيي الدين تيتاوي، إن جهاز الأمن السوداني أبلغه أن سبب احتجاز شيماء «لا علاقة له بالنشر الصحافي، وأنها قيد التحقيق في قضية أخرى إلى جانب صحافيين آخرين». وأضاف تيتاوي لـ «المصري اليوم»: «لم تدخل شيماء السودان بصفتها الصحافية ولم تتخذ أياً من الإجراءات اللازمة للصحافيين سواء عند مغادرتها القاهرة أو وصولها إلى الخرطوم، ولم تخبر سفارة السودان في القاهرة ولا سفارة مصر في الخرطوم بأنها في مهمة صحافية، فضلاً عن عدم اتصالها بجهاز الإعلام الخارجي التابع لوزارة الإعلام السودانية الذي ينظم عمل الصحافيين الأجانب».
ما زالت الوقفات الاحتجاجية مستمرّة، وعند ظهر اليوم، تعقد نقابة الصحافيين المصريين «مؤتمراً صحافياً عالمياً لمساندة الزميلة شيماء عادل» في حضور أسرتها وعدد من ممثلي المنظمات الحقوقية والشخصيات العامة.