منذ صيف 2008، كرّست لجنة «مهرجانات ذوق مكايل» توجهاً في وضْع برنامجها الفني المحدود. أعطت الأولوية لأغنية البوب الفرنسية وأغنية البوب العربية، وبعدهما البلوز. في السنة الماضية، أدخلت الغناء الأوبرالي بشكله غير التجاري، لكن الشعبي؛ أي لم تتبنَّ مشروع الأوبرا الكامل، ولا التجارب التي شوّهت هذا الفن تحت شعار الحداثة. اختارت الحل الوسط الذي لا ينفّر مَن لا صبر له على متابعة عملٍ لساعتين أو أكثر، ولا يعرّضها للتهميش من قِبَل ذوّاقة جدّيّين يرفضون التسطيح.
في الواقع، هذا خيار صائب نسبةً إلى علاقة الجمهور المحليّ بنمطٍ طالما لاقى تسويقه خارج بيئته (الأوروبية الأرستقراطية عموماً) صعوبات فرضت حلولاً بديلة. إذاً، بين الحليْن البديليْن (التجاري والشعبي)، اختار القائمون على «ذوق مكايل» الأفضل، فدَعوا السنة الماضية عميد هذا التوجّه الفني، الإسباني بلاسيدو دومنغو، وهذه السنة يستضيفون خوسيه كاريراس، مواطنه وشريكه في الترويج «النظيف» للأوبرا. إذاً، بدأوا بالرقم واحد، ثم بالرقم اثنين. وإذا استمروا على هذا المنوال في السنوات المقبلة، يكون ضيفنا أندريا بوتشيلي في 2013 (أو روبرتو ألانيا، لكنه كان في «بيت الدين» السنة الماضية، لذا يُستبعد حضوره) وفي 2014 خوسيه كورا.... جميع هؤلاء أصواتهم تينور، بالتالي يمكن اعتبار ذلك أيضاً حلاً وسطياً في نوعية الصوت عند الرجال، أي لا «باريتون/ باص» ولا «كونتر - تينور». أمام الآلاف، غنّى بلاسيدو دومنغو السنة الماضية بمشاركة تلميذته السوبرانو فيرجينيا تولا وبمرافقة الأوركسترا الوطنية الفلهارمونية. مساء غدٍ المشهد مشابه جداً: خوسيه كاريراس (تينور) وضيفته مونيكا يونس (سوبرانو) وكذلك الأوركسترا الوطنية بقيادة دافيد خيمينيز كاريراس (إبن شقيق خوسيه). البرنامج سيكون مشابهاً أيضاً، أقلّه في هيكليته العامة، وربما في بعض العناوين المشتركة؛ فهذا النوع من الأمسيات يبدأ عموماً بافتتاحية أوركسترالية لعمل أوبرالي مشهور (ويتكرر الأمر بعد الاستراحة)، تليه مقتطفات من أعمال أوبرالية متفرقة (غناء منفرد وثنائيات) أو أغنيات شعبية إيطالية أو إسبانية... ثم الختام من خارج البرنامج مع لحنٍ يشارك الجمهور في دندنته، مثل للمرة المليون: Bésame Mucho!



خوسيه كاريراس: 8:30 مساء غد ـــ «مهرجانات ذوق مكايل» (شمالي بيروت) ـــ للاستعلام: 01/999666.