بيروت، القاهرة | من بيروت إلى القاهرة، تواصل الفضاءات الثقافية طقوسها الخاصة برمضان. الافتتاح من العاصمة اللبنانية مع «مسرح بابل»، الذي يقدّم أماسيه مع تعديل عن الدورات السابقة. برمجة هذه السنة تتخللها عروض قريبة من الجو الرمضاني العربي بنَفَس عصري، لكنّ المنظمين غامروا عبر استدراج نجوم برامج المسابقات الفنية التلفزيونية الى خشبة المسرح.
برنامج «أمسيات بابل الرمضانية» الذي تغيب عنه هذه السنة ليالي الموشحات أو القدود الحلبية، يغلب على عروضه الطابع الطربي الكلاسيكي بداية مع مكادي نحاس الليلة. توقع الفنانة الأردنية الملتزمة ألبومها «الى سالم ـــ المجموعة» إهداء الى والدها سالم نحاس. صاحبة «خلخال» (2007) التي التزمت خطاً غنائياً كلاسيكياً وفولكلورياً بنكهة عصرية، ستغنّي قديمها وجديدها الخاص، بالإضافة الى سلة من الأغنيات الكلاسيكية بتوزيع جديد. أيضاً، حنين الى أيام زمان في ليلتين لسارة الهاني (26 و27/7). خريجة «استديو الفن» عن فئة الأغنية الطربية، التي انتقلت من «روتانا» الى «أم. تي. في» التي تنتج لها حالياً، تخوض تجربة طربية لن تشمل أغنياتها الأخرى التي تشبه السائد، إذ تقدّم في «بابل» مجموعة من كلاسيكيات أسمهان ووردة، وفايزة أحمد... وضمن حصة أغنيات «الزمن الجميل»، تندرج مشاركة أسامة بيترو في «بابل» (2و3/8)، فنجم برنامج «اكس فاكتور» سيؤدي أغنيات محمد عبد الوهاب وسيد درويش. لذا، ستكون هذه الإطلالات مغامرة حقيقية، وخصوصاً أنّ أصحابها سيقدّمون حفلة كاملة مخصّصة للأغنيات الصعبة التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب، ما سيثبت إن كانت أصواتهم وقدراتهم تستحق إعادة الأغنيات التي لا تموت. وتحظى فيروز أيضاً بحصة دسمة في ليلة أخرى تستعيد ريبرتوار الستينيات اللبناني مع نجمة «ستار أكاديمي 8» نينا عبد الملك، التي تقدّم أمسية «ساحر العينين» لكن بإشراف وتوزيع العازف والمؤلف زياد الأحمدية (8/8). في البرنامج أيضاً، تحيّة الى الشيخ إمام توجّهها الفنانة السورية بادية حسن (13 و14/8). صاحبة الصوت القوي تعيد الى الآذان والأذهان صورة الشيخ المناضل الذي صدحت حناجر شباب ميدان التحرير بأغنياته، وبألحانه. عرض آخر (9و16/8) يمزج بين الغناء الطربي والشعر والرقص التعبيري، تقدّمه جنفياف يونس صاحبة أغنية «من هون» عن القديس شربل. تعيد الفنانة اللبنانية مع فرقتها أغنيات من التراث قد لا تضيف جديداً إلى برنامج الأمسيات التراثي بأغلبه، إلا من خلال أداء ترتيلة «مريم». كما ستغني شعراً وقصائد لمهدي منصور الحائز ذهبية برنامج «المميزون» عام 2003 عن فئة الشعر المرتجل. يرافق مهدي جنفياف في أمسيتين للشعر والغناء والطرب بعنوان «رسل البيادر»، يتخللهما عمل من ألحان الياس الرحباني وكتابة مهدي منصور، الذي سيلقي جزءاً من شعره منفرداً مع الجمهور وبمرافقة رقص تعبيري.
أما العرض المسرحي الوحيد، فيشمل الموسيقى والرقص، ويأتي في ختام برنامج «بابل» مع سليم علاء الدين (15/8) وأعضاء من فرقة «الحكوجي الأخوت». يحمل العرض عنوان «شغف، شعب، شغب» حيث سيحكي الصحافي والممثل عن الحب والعلاقات الإنسانية وطبعاً... الثورات العربية!
في خط مغاير، يواصل «مسرح الجنينة» في حديقة الأزهر في القاهرة والتابع لمؤسسة «المورد الثقافي» برنامجه الرمضاني السنوي «حيّ»، الذي يقوم على تعريف الجمهور المصري بالتجارب الفنية التي تقاوم نمط الإنتاج التجاري السائد. ترى مديرة «المورد» بسمة الحسيني أنّ «المؤسسة رغبت هذا العام في مواصلة الخط الذي بدأته منذ انطلاقها عبر الإضاءة على التجارب الموسيقية الطليعية في العالم العربي، وكسر المركزية المصرية، وتنمية فرص التواصل بين الجمهور المصري والفن العربي، الى جانب دعم الأصوات الشابة».
وتشير الى أنّ «حيّ» يركّز على الأصوات النسائية بهدف «مواجهة خطابات التحريم التي تنشط مع صعود تيارات الإسلام السياسي في المنطقة، ونريد القول عبر الفن إنّ التدين ليس ضد الحياة والحرية والإبداع. شهر رمضان كان وما زال شهراً للعبادة، لكنّه ارتبط في مصر أيضاً بالتسلية والمرح والتواصل الاجتماعي». هذا العام، لم تتمكن «المورد» من تقديم حفلات بالعدد الذي جرى تقديمه في السنوات الخمس الأخيرة، واكتفت بتقديم أربعة أصوات معروفة مثل أميمة الخليل (26 و27/7)، وياسمين حمدان (9 و10/8)، وريم بنا (2/8)، ومن مصر دينا الوديدي (3/8). تعلّل الحسيني ذلك بالقول: «لم نجد خمسة أصوات نسائية مغايرة قد تفاجئ الجمهور، لأنّ معظم الأصوات النسائية الجيدة ابتلعتها آلة الانتاج التجاري، كما قدّمنا الأصوات الجيدة سابقاً».
يراهن «حي» على إبراز التنوع والاختلاف. صوت أميمة الخليل يقوم على تجربة وثيقة الصلة بالموسيقى الشرقية، فضلاً عن تاريخها مع مرسيل خليفة. مع ذلك، لم تقدم أميمة حفلات كافية في مصر تمكّن الجمهور من التواصل المباشر معها خارج تجربتها مع مرسيل. لذا يطمح المستمعون الذين حجزوا تذاكر حفلاتها في مصر الى التعرف إلى جديدها، في لحظة تضع الفنان العربي الملتزم في مأزق التساؤل عما يفعله في ظل عالم بات مليئاً بالتحولات. تختلف رهانات الجمهور المصري مع ياسمين حمدان، فتجربة الأخيرة تغري جمهوراً آخر له تصوراته عن تجريبية ما قدمته فرقة Soapkills التي صنعت شهرتها عربياً.
في المقابل، لا مفاجآت في حفلات ريم بنا، التي أحيت أكثر من حفلة في مصر، وجمهورها خبر صلتها القوية بالموروث الفلسطيني، فيما تبدو مغامرة تقديم صوت دينا الوديدي أكبر. هذه الفنانة لم تنخرط في علاقة مباشرة مع الجمهور، باستثناء مساهماتها مع فرقتي «الورشة» و«حبايبنا». لا نكاد نعرف الوديدي التي ظلت محاصرة بما قدمته من أغنيات تقوم على إرث الشيخ إمام وريبرتوار الغناء الشعبي المصري في الأربعينيات والثلاثينيات، لكن شغف دينا بالموسيقى الشعبية والفولكلور يمنّي الجمهور بسهرة مغايرة للتوقعات.

«أمسيات بابل الرمضانية»: من 25 تموز (يوليو) حتى 15 آب (أغسطس) ــ «بابل» (الحمرا ـ بيروت) ــ للاستعلام: 01/744033
«حيّ» سهرات رمضانية ـــ من 26 تموز حتى 10 آب ـ «مسرح الجنينة» القاهرة ــ 0020223625057
www.mawred.org



الصوت الملتزم




انطلقت أميمة الخليل في مسيرتها الفنية في السبعينيات تحت جناح الفنان مرسيل خليفة، الذي احتضنها لتكون عنصراً في تجربته الغنائية العربية الملتزمة. شاركت أميمة في معظم حفلات خليفة، كما أدت بعض الأغاني في ألبوماته، قبل أن تطلق إصدارات خاصة ذهبت فيها في الاتجاه الملتزم، إضافة إلى الطرب الشعبي بأسلوب عصري. في «مسرح الجنينة» (26 27/7) تؤدي أميمة مع فرقتها باقة من أغانيها الخاصة والكلاسيكيات.



جامعة التراث



جمعت مكادي نحاس (1977) ثلاثة أقطار عربية في ألبومها الأول. المغنية الأردنية الشابة اختارت قبل نحو عشر سنوات العاصمة اللبنانية لإطلاق «كان يا ما كان»، الذي استعادت فيه عناوين من الفولكلور العراقي غير المعروف. أصدرت بعدها نحّاس ألبوم «خلخال»، الذي تابعت فيه تقديم الغناء غير التجاري، وتلاه ألبوم للأطفال بعنوان «جوا الأحلام»، وهذا المساء تفتح «أمسيات بابل الرمضانية».









ابنة الجليل



منذ أسابيع، حققت الفلسطينية ريم بنا حلمها في الغناء أمام الجمهور اللبناني، وها هي اليوم تشارك في سهرات رمضانية يستضيفها «مسرح الجنينة» (2/8) في مصر. اشتهرت ريم بإحياء الأغاني الشعبية الفلسطينية التي تناقلتها الأجيال ولم تُحفظ في تسجيل يقيها النسيان، كما مثّلت أغنيتها الخاصة ذات الطابع المقاوم وأغنيات الأطفال جزءاً من تجربتها، وأصدرت العديد من الألبومات، مثل «وحدها بتبقى القدس»، و«مرايا الروح».







Femme Fatale



ارتبط اسم المغنية اللبنانية الشابة ياسمين حمدان بزميلها زيد حمدان، وبفرقة Soapkills التي لاقت رواجاً استثنائياً في الأوساط الشبابية البيروتية، في التسعينيات ومطلع الألفية. انفرط عقد الفرقة لاحقاً، لتنطلق ياسمين بمسيرة مستقلة مع المنتج العالمي «ميروايس»، الذي أطلقت معه ألبوماً لم يرقَ إلى شهرة «باتر» و«شفتك»، اللذين سجلتهما مع زيد. تلتقي ياسمين الجمهور المصري في «الجنينة» (9و10/8) في مناسبة شهر رمضان.







صاحبة الشخصية المحببة



على برنامج «مسرح الجنينة» الرمضاني سهرة غنائية مميّزة مع الفنانة المصرية الشابة دينا الوديدي (3/8) التي بدأت نشاطها الفني عام 2007 في كنف فرقة «الورشة» المحلية. اشتهرت دينا، صاحبة الشخصية المحبّبة، بأداء الكلاسيكيات الشعبية المصرية، وتحديداً أغاني الشيخ إمام/ فؤاد نجم مع الفرقة المصرية الشهيرة «حبايبنا»، التي ساهمت في إيصال ريبرتوار الأغنية الملتزمة إلى الجيل الجديد.








شرق غرب



بدأ المغني والمؤلف وعازف العود اللبناني زياد الأحمدية مسيرته بالأغنية الخاصة غير التجارية، من خلال ألبومه الأول «بالبال»، ثم خاض تجربةً موسيقية في ألبوميْه التاليَيْن Beyond Traditions وSilent Wave، فقدّم في الأوّل مزيجاً بين الموسيقى الشرقية واللاتينية والجاز والفانك، وفي الثاني مزيجاً بين الشرقي والغربي في إطار هادئ وحالم. يطل الأحمدية اليوم ضمن برنامج «مسرح بابل» (8/8) في رمضان بالاشتراك مع الفنانة نينا عبد الملك.