دمشق | كعادتها، تُطرب الجمهور عندما تغنّي، وتثير الزوابع عندما تتكلم. أصالة نصري تعود إلى الواجهة، لكن ليس كفنانة ومطربة، بل كثائرة تحمل وجهة نظر خاصة، لكنّها لم تستطع التعبير عنها بطريقة تليق بنجوميتها حين استضافها المذيع اللبناني طوني خليفة منذ أيام ضمن برنامجه الرمضاني «زمن الإخوان» على قناة «القاهرة والناس». المثير أنّ الحلقة انقسمت إلى جزءين استطرد خلالهما خليفة وضيفته في الحديث عن أحوال البلاد العربية ومواقف صاحبة «ولا تصدق» من النظام السوري والثورة، ومواقفها المشابهة من الثورات الأخرى إلا عندما يتعلق الأمر ببلدها الثاني البحرين ودول الخليج عموماً! كأنّ الإعلامي اللبناني نسي أنّه يستضيف مطربة، وخال أنّه أمام محللة أو منظرة سياسية، فخصّص اللقاء لاستطلاع مواقفها السياسية ورأيها في وصول الإخوان إلى سدة الحكم في مصر وغيرهما من القضايا من دون التعريج على مسيرتها الفنية أو ما ستقدمه في المستقبل القريب.طبعاً كعادتها، وقعت أصالة في مطبّ الانفعال وعدم القدرة على إعطاء أجوبة شافية عن أسئلة لاذعة وهجوم واضح من الإعلامي اللبناني. وربما خرج الجمهور بصورة تكرّس آراء أصالة السابقة ومواقفها المناهضة للنظام السوري. لكنّها هذه المرة حكت بصراحة، واعتبرت أنّ تكفّل الرئيس الراحل حافظ الأسد بعلاجها عندما كانت صغيرة لا يُعَدّ فضلاً؛ لكونها قدمت الكثير من الأغنيات الوطنية مجاناً. وأعربت الفنانة عن فخرها بالجنسية التي «منحها إياها جلالة الملك البحريني». وعندما ذكّرها طوني خليفة بأنّ هناك ثورة في البحرين على «جلالة الملك» أيضاً، رأت أنّه ليست هناك أسباب موجبة لأي ثورة في دول الخليج، مضيفة أنّها لا تفهم سبب ثورة الشعب البحريني! ومع تسلسل الأحداث الدراماتيكية للحلقة التي أشعلت فتيل معركة طاحنة ضد أصالة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعدت صاحبة «سامحتك» بتغيير العلم السوري والنشيد الوطني لدى سقوط النظام، على اعتبار أنها ناطقة رسمية باسم الثورة والثوار الأحرار الذين «بمجرد رفعهم علم الانتداب الفرنسي، فقد أضفوا عليه حالة من الطهارة ويستحق أن يكون علم البلاد المقبل»، وكل ذلك بحسب المطربة السورية.