القاهرة | تزايدت أخيراً المخاوف من إلغاء الدورة الـ35 من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» للعام الثاني على التوالي، وخصوصاً أنّه حتى الساعة، لم يجرِ اختيار إدارة تنظّم هذا اللقاء السنوي المقرر في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.برزت تلك المخاوف عندما ألغت محكمة القضاء الإداري قرار وزارة الثقافة المصرية القاضي بإسناد مهمة التنظيم إلى «مؤسسة مهرجان القاهرة» التي يرأسها الناقد يوسف شريف رزق الله. وجاء قرار المحكمة بعد دعوى رفعها رئيس «الجمعية المصرية لكتّاب ونقاد السينما» السيناريست ممدوح الليثي، محتجّاً على قيام الوزارة بإسناد المهمّة إلى «مؤسسة مهرجان القاهرة» بدلاً من جمعيته.
هكذا، جاء الحكم ليعيد إسناد المهمة إلى الجمعيات المتخصصة وفقاً لشروط ومعايير شفافة ومعلنة سابقاً من دون أن يسمّيها. وقالت المحكمة إنّ الجمعية التي يمثلها يوسف شريف رزق الله لم تكن تستوفي الشروط التي وضعها مجلس إدارة «المركز القومي للسينما»، إذ كانت في ذلك الوقت جمعية تحت التأسيس وغير مرخّصة، وهو ما عدّه الليثي مخالفة قانونية. وبناءً عليه، صدر قرار المحكمة بسحب عملية تنظيم الفعالية السينمائية من جمعية يوسف شريف رزق الله. المحكمة نفسها رفضت ما ساقه صاحب الدعوى ممدوح الليثي عن أن جمعيته هي الأَولى بإدارة المهرجان، على اعتبارها الجمعية التي أسّسته عام 1976، ونظمته لسنوات طويلة قبل أن تتولى وزارة الثقافة تنظيمه عام 1985. بعد هذا الحكم، كثرت الشائعات حول إلغاء دورة هذا العام من المهرجان، بسبب غياب منظم له، مع أنّ وزارة الثقافة أكّدت «أن قرار المحكمة لا يعني إلغاء الدورة الـ35 من المهرجان، بل جرى تكليف مجلس إدارة «المركز القومي للسينما» بوضع القواعد الخاصة بمهمة إدارة المهرجان إلى جمعيات أهلية تتوافر فيها الشروط المطلوبة». وفي مؤتمر صحافي عقده أخيراً نيابةً عن وزارة الثقافة، قال رئيس «المركز القومي للسينما» المخرج مجدي أحمد علي إنّ الوزارة لن تتوانى عن العمل على إقامة المهرجان في موعده «للحفاظ على سمعة مصر الدولية على المستوى الثقافي»، مضيفاً إن «إلغاء المهرجان قد يؤدي إلى سحب الاعتراف الدولي به بسبب عدم إقامته للعام الثاني على التوالي»، علماً أنّه غاب العام الماضي بسبب أحداث «ثورة 25 يناير». ويرى عدد من النقاد والمهتمين بالفن السابع، منهم سمير فريد، أنّ الحل الوحيد الذي يخدم المصلحة العامة الآن يتمثّل في اكتفاء «جمعية كتاب ونقاد السينما» بإقامة «مهرجان الإسكندرية»، وبذل الجهود الكافية لإنجاحه وتغيير سمعته السيئة، ريثما تتقدم «مؤسسة مهرجان القاهرة» مجدداً بطلب إلى وزارة الثقافة لإسناد إدارة المهرجان إليها. بعد اجتياح المهرجانات الخليجية الساحة وفوزها بالعروض الأولى للأفلام، واستقطاب النجوم العالميين والمصريين، ها هو «مهرجان القاهرة» يواجه اليوم أزمة مصير بعد كل هذه العواصف التي تعرّض لها في السنوات الأخيرة.