ليس لموظفي «باك» المنسيين مَن يراسلونه بعدما طردوا من جنّة الوليد! لكن هذا الملفّ قد لا يسمع به مشاهدو LBCI في نشرة الأخبار الـ«نيو لوك» ذات التوجّهات الاجتماعيّة والمطلبيّة المحمودة. بعد أكثر من شهرين على إنهاء عمل 397 موظّفاً مع الشركة المذكورة، ما زال هؤلاء معلّقين في الفراغ رغم الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه بين محاميهم جورج خديج ووكلاء الوليد بن طلال إثر تسوية جرت في وزارة العمل، وتقضي بقيام الوليد بدفع تعويضات الصرف التعسّفي الذي أخضعهم له (الأخبار عدد 10/ 5/ 2012). المشكلة أنّ دفع التعويضات مشروط بتصفية شؤون الشركة... أي أن انتظار غودو قد يطول، لأنّ الأمير ليس على عجلة! بعدما اقترض موظّفو «باك» 36 ألف دولار سدّدوا بها أتعاب المحامي التي سيضاف إليها 10% من تعويض كل موظف، ها هم يقعون في النسيان. قضيتهم تراوح مكانها، ولا أثر في المشهد لأولئك الذين يملكون المفتاح السحري. الوليد لبس طاقيّة الاخفاء، ووزير العمل سليم جريصاتي غرق حتى أذنيه في قضية المياومين، ورئيس مجلس إدارة LBCI بيار الضاهر اعتبر نفسه من البداية غير معنيّ بالملفّ، وهذا صحيح «قانونيّاً» ربّما. علماً أنّه هو من باع موظّفي المحطّة للوليد. أما الموظفون المغبونون الذين يمكن اعتبارهم ضحايا أكبر عمليّة تصفية في تاريخ الاعلام اللبناني، فذهب أكثر من نصفهم إلى بيوتهم واستسلموا لقدرهم المشؤوم، فيما تلقّف الضاهر قسماً منهم (حوالي 100). يقول موظف مطرود من «باك» حالفه الحظّ وبقي في LBCI: «لو أنّنا مدعومون مثل «المياومين»، لما بقيت قضيتنا معلّقة». صحيح أنّ اجتماعاً سيعقد هذا الأسبوع مع وزير العمل، لكنّ موظّفي «باك» غير متفائلين. الاجتماع يأتي بعد لقاءات عدّة أجراها بسام أبو زيد مع محامي الموظفين وسليم جريصاتي، وتمخّضت عن وعود لم تتحقّق. يوضح الموظّف الذي التقته «الأخبار»: «المشكلة أنّنا نجد أنفسنا من دون ضمانات. في 9 آب (أغسطس)، ينتهي ضماننا الصحي في «باك»، وإدارة LBCI لم تعطنا أي جواب عن عقودنا معها. نعمل الآن في المؤسسة من دون عقود، بل طلبوا من كل واحد منّا أن يستجلب ورقة من المختار في مكان سكنه، تفيد بأنّنا نعمل لحسابنا، وليس لحساب القناة الأرضية. كما طلبوا منّا سحب تعويضاتنا من صندوق الضمان الاجتماعي، كي لا يتحمّل الضاهر أي أعباء. حاليّاً تُدفع لنا معاشاتنا «كاش»، ولا أحد يعرف مستقبله. نشعر كأنّنا نعيش عبودية جديدة. وإذا تذمّرنا، يكون الجواب: من لا يعجبه فليرحل!».
حتّى الآن، لا أحد يملك أدنى فكرة عن ماهية العقود التي ستوقّع مع موظفي «باك» الذين استبقاهم الضاهر، لكن ما رشح حتى الآن ليس وردياً. بعد الأزمة الشهيرة بين الوليد والضاهر التي أدّت إلى فك الارتباط بينهما، وتهجير LBC الفضائية إلى مصر، وتصفية الأعمال بين الاثنين، ها هي الأحاديث تعود عن إمكان استئجار الضاهر مبنى «باك» في كفرياسين، لتصوير برنامج Celebrity Duet... أكثر من ذلك: يتردد أنّ الضاهر قد يبيع هذا البرنامج إلى... LBC الفضائية المملوكة للأمير. حتى أنّ موظفي LBCI عادوا إلى استخدام سيارات «باك» كما كانوا يفعلون قبل انقطاع حبل الودّ بين «تايكونَي» الاعلام العربي. فهل هذا يعني أنّهما تصالحا على حساب العاملين؟ يقول الموظّف القديم العارف بشؤون المؤسسة: «هناك تغييرات في القناة الأرضية وتوجّه للإضاءة على هموم الناس وقضاياهم في نشرة الأخبار. حسناً، لكن بيار الضاهر السعيد بمقدّمة «جمهورية العار» الشهيرة، ماذا سيقول حين يُسأل عن «شركة العار»؟».