القاهرة | لا تقصد إلهام شاهين الدفاع عن نظام الرئيس المصري المخلوع في «قضية معالي الوزيرة» الذي تعرضه قناة «الحياة» حصرياً في رمضان. هذا ما تقوله لـ «الأخبار»، مؤكّدة على فصلها بين خياراتها الفنية وآرائها السياسية. تشير الممثلة المصرية إلى أنّها شرعت في تصوير مسلسلها قبل أسابيع من اندلاع الثورة المصرية، إذ كان يُفترض أن يعرض في رمضان 2011: «انتهى السيناريست محسن الجلاد من كتابة العمل قبل ثلاث سنوات. وفي كل مرة، كان المسلسل يتأجّل بسبب ارتباطي بأعمال أخرى، لكنّي تمنيت بعد الثورة لو عُرض قبلها، وخصوصاً أنّه لم يتم إدخال أيّ تعديلات على السيناريو الذي يستعرض الفساد في ظلّ النظام السابق، وخبايا ما كان يحدث في مجلس الشعب».
توضح شاهين أنّ الثورة كانت وراء خروج العمل من العرض الرمضاني العام الماضي بسبب الصعوبات الأمنية التي واجهتهم في التصوير. وتلفت إلى أنّهم اضطروا إلى بناء ديكورات لمجلس الوزراء والبرلمان المصريين، بعد تعذّر التصوير في المبنيين، إذ تزامن طلبهم التصريح بالتصوير مع بدء انعقاد البرلمان المنحل وأحداث مجلس الوزراء واعتصام الشباب، ما كلّف الشركة المنتجة أموالاً طائلة من أجل بناء ديكورات تحاكي المباني الأصلية التي يشاهدها الجمهور في النشرات الإخبارية. وأشارت إلى أنّها أنفقت أموالاً كثيرة من أجرها، الذي خفضته مراعاة للأزمة التي تمر بها شركات الإنتاج، واستخدمتها في شراء الملابس الخاصة لدورها، نظراً إلى ثراء شخصية وفاء التي تقدمها، ما تطلّب أزياءً راقية تناسب هذه السيدة والطبقة التي تنتمي إليها. وقالت الفنانة المناصرة بقوة للرئيس المخلوع حسني مبارك إنّ شخصية وفاء التي تجسدها في «قضية معالي الوزيرة» ليست سيرة لأي من الوزراء أو الوزيرات في عهد النظام السابق، مضيفة إنّها لا تدافع عنهم في المسلسل، وخصوصاً أنّ الأخير يكشف الفساد، لكنّها تقول هنا «ليس كل الوزراء في عهد مبارك فاسدين. والدليل على أنّ كثيرين منهم لم يحالوا على المحاكمة».
نجمة «خلطة فوزية» نفت أن تكون آراؤها السياسية قد أثرت سلباً في توزيع عملها وتسويقه إلى الفضائيات، مشيرة إلى أنّ العمل مبيع حصرياً لقناة «الحياة» منذ البدء بإعداده، وهو ما التزمت به المحطة. ونفت أيضاً أن يكون المسلسل قد تأثر بدعوات المقاطعة التي انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية آراء شاهين السياسية: «ردود الفعل التي وصلتني تؤكد على أنّ أصحاب هذه الحملات فشلوا فيها، وأنّ المسلسل يحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة في ظل المنافسة وهذا العدد الكبير من الأعمال الدرامية».
أما عن مشاريعها بعد رمضان، فتكشف الممثلة المخضرمة أنّها تستعد لتجربة سينمائية هي «يوم للستات» مع المخرجة كاملة أبو ذكرى والسيناريست مريم ناعوم، وقد تشارك في إنتاجه مع جهاز السينما، لكنّها تضيف إنّ الشكل النهائي للفيلم سيتضح بعد رمضان. كما أنّ الظروف السياسية حالت دون إتمام هذا المشروع الذي يضيء على قضايا المرأة في مجتمع ذكوري.
شاهين التي دعمت أحمد شفيق خلال الانتخابات، لا تمانع تجسيد شخصية سوزان مبارك، وخصوصاً بعد الدعوات التي طالبتها بذلك نظراً إلى الشبه بينها وبين سيدة مصر الأولى السابقة، لكنّها تشدّد على أنّها ستؤدي أي شخصية، شرط أن يوثّق العمل السلبيات والإيجابيات في حياتها، ولا يركز على السلبيات فقط من أجل ممالأة الشعب. وترى أنّ خطأ سوزان الوحيد كان رغبتها في توريث الحكم لابنها «حتى الآن، لم يعرض عليّ أي عمل لأجسّد فيه شخصية سوزان مبارك، وموافقتي مرهونة بمدى اقتناعي بالنصّ».



«قضية معالي الوزيرة»: 22:00 على «الحياة»