في بادرة جيّدة وممتعة و«مجانية»، يخصص «مترو المدينة» أربع ليالٍ من برنامجه في شهر آب (أغسطس) الجاري لعرض أفلام أنيمايشن. اختار القائمون على «المترو» أربعة أفلام تحريك عالمية تركت بصمتها على هذا الفن الذي تعود بداياته إلى قرون مضت، إذا اعتبرنا أن تقنية التحريك (animation) كانت الأساس الذي بنيت عليه السينما... إذاً، في كل يوم إثنين من هذا الشهر، سيكون الجمهور على موعد مع فيلم تحريك في «المدينة» (الحمرا ــ بيروت) الذي بدأ عروضه يوم الإثنين الماضي مع الفيلم الاسباني «شيكو وريتا» (94 دقيقة ــ 2010) من إخراج فرناندو تروبا وخافيير ماريسكال. من خلال سرد العلاقة بين المؤلف الموسيقي شيكو وحبيبته المغنية ريتا، يسعى هذا الشريط إلى أخذ المشاهد نحو انطلاقة عصر موسيقى الجاز وخروجها من موطنها الأصلي لتدخل في الثقافة الموسيقية العالمية، إذ سنرافق رحلة الثنائي من هافانا إلى نيويورك إلى لاس فيغاس حيث كانت تنمو الأحلام قبل منتصف القرن الماضي. ولعلّ أكثر ما يلفت في الفيلم، عدا قصته الدرامية وما تحويه من نوستالجيا مطعّمة بعصر موسيقى الأحلام، هو صورة التحريك... إذ شُغلت لتبدو كأفلام التحريك الأولى التي كانت ترسم باليد لتبدو الظلال البارزة والخطوط العريضة لحدود الأجسام.
ومساء اليوم، سيكون الجمهور على موعد مع «كلبي توليب» (83 د ــ 2009) للمخرجين ساندرا وبول فيرلنجر. الفيلم المقتبس عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب والصحافي البريطاني جي. آر. آكيرلي، يروي قصة صداقة دامت 14 عاماً بين الراوي وكلبه الذي أنقذ حياته. يركّز الفيلم على العلاقة الغريبة التي تنشأ بين الإنسان والحيوان. ولم يسعَ المخرجان إلى إظهار تلك العلاقة بحلوها ومرّها فقط، بل إلى التركيز على البعد الفني في عملهما، إن كان في تقنية التحريك، أو في بناء شخصيات هذا الفيلم الذي ينتمي إلى السينما المستقلّة.
أما الفيلم الثالث (20/ 8)، فهو الشهير «نوزيكا من وادي الريح» (116 د ــ 1984). الشريط الذي أخرجه ملك أفلام التحريك هاياو ميازاكي، يعتبر أحد أفضل أفلام التحريك اليابانية، كما أنه تحفة فنية، خصوصاً من ناحية العمل الغرافيكي وتصميم المباني والطبيعة والشخصيات. هذا الشريط الذي تأخر اكتشافه عالمياً إلى حين دبلجته إلى الإنكليزية عام 2005، تحكي قصته لحظات الأرض الأخيرة بعدما فتكت بها البشرية... لنشاهد الأبطال وهم يحاولون الحفاظ على ما تبقى من هذه الحياة.
مع «قبر اليراعات» (89 دـــ 1988) للياباني الكبير إيزاو تاكاهاتا، يُختتم برنامج «مترو المدينة». تدور أحداث الفيلم الدرامي حول الشخصيتين الأساسيتين ستيسوكو وسيتا، وهما شقيقتان قتلت والدتهما في غارة جوية خلال الحرب العالمية الثانية، فتعيشان في مأوى في انتظار أخبار عن والدهما الذي يخدم في الجيش الياباني. يرتكز الفيلم على البعد الإنساني في معالجة الحروب ومآسيها، ويبحث في جدوى النضال من أجل أهداف لا يحددها الإنسان بنفسه لكنها تؤثر في حياته وحياة من يحبهم. هكذا، سنرى الشقيقتين تعانيان من الجوع والفقر الشديدين، فلا يبقى لهما مؤنس في الحياة سوى ضوء اليراعات.



Metro Animated: 8:00 مساء كل اثنين طوال آب (أغسطس) ـــ «مترو المدينة» (الحمرا ـــ بيروت) ـــ الدخول مجاني ــــ للاستعلام: 76/309363