عاد نيشان إلى الشاشة الصغيرة بعد أكثر من عام على ابتعاده عن الأضواء منذ برنامجه «أبشر» على mbc1. طوال رمضان 2012، شاهدنا الإعلامي اللبناني للمرة الأولى على قناة «الحياة» المصريّة يقدّم بالأسلوب نفسه برنامجه «أنا والعسل» من دون أي تغيير يُذكر (تعاد الحلقة في اليوم التالي على mtv 20:30). استقبل المايسترو في حلقاته الجديدة، ثلاثين نجمة من عالم الغناء والدراما... وبدايتها كانت مع ماجدة الرومي، ثم شيرين عبد الوهاب التي ظهرت مرتين، غادة عبد الرازق، حنان ترك، هيفا وهبي، فردوس عبد الحميد، سيرين عبد النور، ليلى علوي، هند صبري، وميريام فارس، ودينا، رزان مغربي، هالة صدقي، اعتماد خورشيد، إلهام شاهين، نبيلة عبيد، صفيّة العمري.

لا شك في أنّ نيشان ديرهاروتيونيان هو من الإعلاميين المثقفين الذين يجتهدون في الإعداد لبرامجهم باحترافيّة عاليّة. يبحث في أدق التفاصيل في حياة ضيوفه وأعمالهم مع فريق متمكن، يشرف عليه طوني سمعان شريك النجاح منذ البدايات، ويتولى إدارة العلاقات الفنيّة علاء خالد. كذلك يتمسك نيشان بالمخرج المتميز باسم كريستو. وهذا الأخير يتقن اللعبة جيّداً، ويفاجئ الجمهور مع كل برنامج جديد بـ«اختراع» أو «صرعة». وبعدما قدّم الكاميرا «سام» التي كان أول من استخدمها في البرامج التلفزيونية التي يمكن التحكّم بها عن بعد ومن دون الحاجة إلى أسلاك في برنامج «نورت»، ها هو يبتكر صيغة مختلفة، حيث يستحضر الضيف الثانوي إلى استوديو «أنا والعسل» من دون أن يحضر فعلياً، إذ تنتقل الكاميرا إلى الأماكن التي يكون فيها، وتنقله افتراضيّاً إلى الاستوديو في إحدى الفقرات من خلال تقنية الـ«هولوغرام».
يفتتح نيشان الحلقة بمقدمة مختصرة يعرف فيها عن ضيفته، ينتقي فيها كلماته بعناية قبل أن يدعو «السندريللا» إلى دخول استوديو «أنا والعسل». إلى هنا، ينفّذ نيشان أصول الاستقبال اللائق، لكنه يتخطى الحدود ويبالغ كعادته في التعبير عن الانبهار والانجذاب والإعجاب بكل ضيفاته حتى يخال المشاهد أنه يتحدث عن الملائكة لكثرة استخدامه عبارات المجاملة. ويفاخر بالصداقة التي تجمعه بالضيفات، ويخشى أن يغضب ضيفاته بأي سؤال قد يطرحه عليهن. يمضي صاحب «العراب» ساعة ونصف ساعة من الزمن محاوراً، ولا يكاد يقدم جديداً، ولا يتوقف عند نقاط يفترض أن يكون تناولها من المسلمات، لكن «لياقات» نيشان المبالغ بها تأخذه إلى مكان آخر.
بعد انطلاق الحوار، لا يتوقف نيشان عن كيل المديح للضيفة، فإذا به يهدي ضيفاته العسل وباقات الغزل بأسلوب منفّر أحياناً. ليس ضرورياً مثلاً أن يمجّد تاريخ ضيفة، ويؤكّد معرفته بتفاصيل حياتها وأعمالها وفنّها، وأنه متابع لها خطوة بخطوة إذا كان لا يعرفها فعلاً. طبعاً هو يعرف جيداً معظم ضيفاته، إذ استقبلهن مراراً في الماضي، لكن لماذا يتحدث عن حلمه الذي يتحقق باستضافته فردوس عبد الحميد؟ هل فعلاً كان هذا حلم نيشان، وأن يظل يتغزل بإبداعها كما «مجّد وتغزّل» بكل ضيفاته الأخريات؟ الممثلة المصريّة التي سرقها التلفزيون بعدما هجرتها السينما، يصرّ نيشان على أنّه يحفظ أعمالها عن ظهر قلب. وإذا كان من المهم أن يشعر الضيف بأنه مهم لدى مضيفه، فلا ضرورة لأن يكثر من الكلام المنمق، على حساب المضمون. ولعل حلقتي إلهام شاهين وهالة صدقي بدتا الأفضل للمشاهد، لأن الضيفتين اشترطتا أن يكون الحوار عن السياسة والثورة. هكذا، تمرّ ساعة من الزمن بين غزل ومجاملة، ويظل نيشان خائفاً من أن يزعج إحداهن بسؤال، والنتيجة حلقات تغيب عنها أبجديات الحوار الطبيعي. وإذا كانت الإحصاءات تضع البرنامج في المرتبة الأولى من حيث نسبة المشاهدة، فلأنّ المشاهد ينتظر ضيفات «العسل» لا مقدمه.



«أنا والعسل» Best of 23:30 الليلة على «الحياة 2»