دمشق | في المواسم السابقة، كان التلفزيون السوري يحتفي بالدراما الرمضانية على طريقته. يستضيف نجوم المسلسلات السورية في ندوات خاصة، غالباً ما كانت تتجه نحو المجاملات وكيل المديح المجاني. وفي بعض الأحيان، كانت تلك الندوات تخلق مساحة للجدل الصحي والنقاش الموضوعي، خصوصاً عندما تستضيف عدداً من الكتّاب والمخرجين في مواجهة بعض النقاد.
اليوم تغيرت الآية. إذ رفض عدد كبير من صنّاع الدراما الظهور على التلفزيون الوطني في ندوات العيد، إما بسبب الخوف من الراهن والرغبة في الانزواء بعيداً حتى نهاية الأزمة، أو لكي لا يُحسَب هؤلاء مجدداً على النظام بعدما حُسبوا عليه في بداية الأزمة نتيجة ظهورهم المتكرر على الفضائيات السورية، في حين ربطَ البعض عدم قبولهم الحضور بسبب كمّية الدماء النازفة على أرض سوريا في هذه الظروف العصيبة. هكذا، وُجهت دعوات إلى عدد كبير من نجوم الدراما السورية للظهور في التلفزيونات المحلية في شهر الصوم، وقوبلت بالاعتذار. ومن هؤلاء باسم ياخور وعبد المنعم عمايري وأمل عرفة الذين يقضون إجازة العيد في دبي. بينما غاب عن الشاشة كتّاب مثل سامر رضوان ورانيا بيطار من دون توضيح الأسباب الحقيقية لاعتذاراتهم. المذيع أمجد طعمة الذي يعد ويقدم ندوات درامية خاصة بالعيد، يقول في حديثه مع «الأخبار»: «معظم اعتذارات الفنانين نابعة من حزن وتردد نتيجة الأوضاع السائدة. المخرج هشام شربتجي والكاتب خالد خليفة والكاتب فادي قوشقجي رفضوا الحديث عن الدراما في هذه الظروف». وعن فنانين آخرين، يقول طعمة: «هناك بعض الذين لعبوا دوراً هاماً في بداية الأزمة. ونتيجة لذلك، تعرضوا لمضايقات جعلتهم يفكرون ويحسبون موضوع ظهورهم، لأن الشارع سيعود ويذكرهم بها... بالتالي، اعتذر هؤلاء عن عدم الظهور من منطلق المثل الشعبي الدارج: «ابعد عن الشرّ وغنِّ له»». يشكلّ الفنانون الذين خرجوا عن التغطية بحجة السفر خارج سوريا النسبة الأكبر من الغائبين، في حين أغلق النجوم الذين ظلوا في سوريا هواتفهم. حتى أنّ الاعتذار عن عدم الظهور على الشاشة قد يصل أبعد من ذلك إلى الاعتذار عن عدم تلقي اتصال هاتفي على الهواء مباشرة. وهناك أيضاً شيء لا يمكن إغفاله، وهو موقف بعض الفنانين من التلفزيون السوري، إضافة إلى طلب البعض مبالغ مالية تفوق الإمكانات المادية للتلفزيون الرسمي. لا بد من أن نلتمس لنجوم الدراما السورية 70 عذراً عندما يرفض غالبيتهم الظهور على تلفزيون بلدهم للحديث في جوانب فنية بحتة. يخلق ذلك سؤالاً لدى بعض القائمين على البرامج الدرامية في التلفزيون السوري حول حقيقة القلق الذي يسببه الحوار في الدراما لدى نجومها في هذه الظروف، بعدما تحول العديد من الفنانين إلى نجوم سياسة في بداية الأزمة...