في عيده العاشر، سلّم «مهرجان السينما اللبنانية» القيادة إلى مجموعة شبابية جديدة. مدير المهرجان الجديد سبيل غصوب (١٩٨٩)، ليس سوى أحد هؤلاء الذين كان يجلسون في ظلمة الصالة يتابعون الأفلام طوال دورات المهرجان السابقة. ها هو يصبح اليوم ربان السفينة، آخذاً المهرجان إلى تجربة جديدة. يؤكد بيار صراف من مؤسسة «نما في بيروت» التي اطلقت المهرجان عام ٢٠٠١ أنّه كان ضرورياً تسليم «مهرجان السينما اللبنانية» إلى مجموعة جديدة وشابة.

لذلك، ستتوالى كل سنتين أو ثلاث سنوات، مجموعة شبابية لتنظيم المهرجان. إلى جانب غصوب (مدير المهرجان) هذه السنة، تعمل أيضاً فاليري نعمة (مديرة البرمجة) وريتا باسيل (منسقة إعلامية). ويبقى بيار صراف، ونديم تابت، وساندرا أرسلانيان جاهزين لتقديم المساعدة.
يؤكد غصوب الذي هو مخرج فيديو وأفلام قصيرة أنّ رغبته في عدم توقّف المهرجان دفعته إلى تولّي المهمة. مع فريق العمل، سيدير المهرجان لسنتين متواليتين على الأقل، لعلّ الخيارات الفنية تصير أوضح في العام المقبل، لكن هذه السنة، كان الهدف محاولة حصر المهرجان والمحافظة على تنوعه. البرمجة تقدم ٢٧ فيلماً، منها ١٦ فقط في المسابقة. وبموازاة عروض الأفلام، ستقام لقاءات ونقاشات مع مخرجين لبنانيين حول أفلامهم والسينما والفنون عامةً. يوضح غصوب أنّ خيار دعوة المخرجين كان لمحاولة فتح باب الحوار حول نوع وهوية السينما اللبنانية اليوم. من هنا، جاءت أهمية إجراء لقاء مع نادين لبكي حول فيلمها «وهلأ لوين» (25/8 ــ س:8:00)، بغض النظر عن قيمته الفنية. ويعتبر غصوب أنّه على المهرجان أن يؤدي دوراً في خلق جسر بين اللبنانيين المقيمين في لبنان وخارجه. ويجد أنّه لا يمكن الحكم بالتغرب على أي مخرج لبناني لمجرد أنّه يقدم أفلاماً بلغة أجنبية، بل «علينا أن نواجه الأسئلة الملحة التي تحاول تعريف السينما اللبنانية». من هنا أيضاً تأتي أهمية فتح أقسام البرنامج على أفلام أخرى، مثل فيلم الختام للمخرج الإيراني أصغر فرهدي (راجع المقال في الصفحة المقابلة). أما من ناحية موقع المهرجان من المحيط العربي، فقد فضّل غصوب أن يبتعد هذه السنة عن تخصيص قسم لأفلام «الربيع العربي»، ليس نأياً بالنفس، بل لأنّ «القيمة الفنية لأي فيلم تمثّل العامل الأوحد لدخوله البرمجة وليس تصنيفه ضمن خانة سياسية ما كما يحصل في شاهدنا في الكثير من المهرجانات في الفترة الأخيرة».