يأتي إعلان «مهرجان تورنتو السينمائي» حدثاً مهماً. الأفلام المختارة في دورته الـ37 التي تنطلق في السادس من أيلول (سبتمبر) المقبل تؤكد حضوره المتزايد كمحطة مهمة على خريطة المهرجانات السينمائية العالمية منذ تأسيسه عام 1976. هذه السنة يحاول تورنتو الرهان بالكمية والنوعية معاً، مع أن العديد من الأفلام المشاركة ضمن عروضه ستأتي مباشرة من «البندقية».
في تظاهرة «غالا» الرئيسية، يفتتح المهرجان بشريط الأميركي رايان جونسون «لوبر» آكشن وإثارة خيالية، حيث ترسل عصابة رجلها جو عبر الزمن ليقتل نفسه في المستقبل. ضمن التظاهرة، يعرض بن أفليك فيلمه الجديد «آرغو» الذي يمثل فيه أيضاً، عن عميل في الاستخبارات الأميركية يرسل إلى طهران أثناء الثورة الإسلامية. المخرج الكوري الجنوبي هور جين ــ هو يشارك بشريط «علاقات خطرة» المقتبس عن الرواية الفرنسية الشهيرة، والجنوب أفريقي روجر ميتشيل يخرج دراما تاريخية بعنوان Hyde Park on Hudson عن الزيارة التاريخية التي استضاف فيها روزفلت وزوجته ملك وملكة بريطانيا عام 1939. من الأفلام المرتقبة اقتباس المخرجة الكندية الهندية ديبا مهتا لرواية سلمان رشدي «أطفال منتصف الليل». وفي وثائقي «أطلقوا آنجيلا ديفيس وكافة المعتقلين السياسيين» لشولا لينش، تتحدث الأيقونة الراديكالية للمرة الأولى عن حادثة سجنها في السبعينيات.
الزخم الرئيسي يكمن في تظاهرة «عروض خاصة» مع تيرينس مالك To The Wonder، وسبايك لي (باد 25)، وكوستا غافراس (كابيتال)، فرنسوا أوزون (في المنزل)، برايان دي بالما (شغف)، بهمن قبادي (Rhino Season). إضافة إلى ذلك، يشارك فيلم الإثارة «تحت الأرض» للأوسترالي روبرت كونولي عن جوليان أسانج في مراهقته. السينما العربية لها حيّز مهم أيضاً. ويبدو الحضور العربي غزيراً هذا العام مع فيلم زياد الدويري (الصورة) «الاعتداء» المقتبس عن رواية ياسمينة خضرا الشهيرة، و«عالم ليس لنا» لمهدي فليفل، «لما شفتك» للفلسطينية آن ماري جاسر، «كما لو أننا نمسك بكوبرا» للسورية هالة العبدالله، «فدائي» للجزائري داميان أونوري، «بعد الموقعة» ليسري نصر الله، «زابانا» للجزائري سعيد ولد خليفة. هذه السنة، البرنامج متنوع، والسياسة تأخذ حيّزاً كبيراً إلى جانب الأعمال التاريخية. زخم يأتي ليؤكد به مدير المهرجان بيرس هاندلينغ قدرته على تثبيت المهرجان كالوجهة السينمائية الأهم في أميركا الشمالية.