القاهرة | ترفض وفاء عامر الاعتراف بفشل مسلسلها «كاريوكا» الذي عُرض حصرياً على قناة «دريم» خلال شهر رمضان، بل تؤكد أنّه من الأعمال التي تعتز بها في مشوارها الفني. في حوارها مع «الأخبار»، تقول الممثلة المصرية إنّها تكنّ كل الاحترام للنقّاد، مشيرة إلى أنّها تابعت ما يُكتب عن العمل باستمرار. وعلى الرغم من الانتقادات القاسية التي طاولت المسلسل، إلا أنّها تستمع لها وتحرص على معرفة كل الملاحظات على العمل، مشيرة إلى أنّها تعتز بما كتبه الناقد طارق الشناوي (راجع الكادر) عنها وتحترم رأيه باعتباره من أهم النقاد الفنيين في مصر. وتشير هنا إلى أنّها اعتزلت ارتداء الملابس الكاشفة والظهور فيها منذ عشر سنوات تقريباً، مضيفة أنّها أخبرت الشناوي بذلك في أحد الاتصالات الهاتفية بينهما. لكنّها تلفت إلى أنّ حقها في الامتناع عن ارتداء الملابس الكاشفة لا يتعارض مع تجسيدها لشخصية تحية كاريوكا (1915ـــ 1999)، لأنّ الأخيرة لم ترقص سوى 15 عاماً فقط من عمرها الفني الممتد على مدار 50 عاماً، وبالتالي فهذه الفترة قصيرة نسبياً مقارنة بمسيرة الراقصة الراحلة.
وعن تفضيل البعض تقديم العمل خارج شهر رمضان كي يتاح لبطلته تقديم بعض رقصات الفنانة المصرية الشهيرة بطريقة أكثر جرأة ربما، تؤكّد عامر أن تقديم الرقصات «باحتشام» لم يكن بسبب موعد العرض فحسب، بل أيضاً لأنّها ترفض ذلك من الأساس، وخصوصاً أنّها انسانة ملتزمة دينياً، مشيرة إلى أنّها ليست مسؤولة عن بدلات الرقص التي ظهرت فيها الفنانات الأخريات في العمل.
ودافعت نجمة «كف القمر» عن تقديمها الرقصات بنحو رأى البعض أنّه لا يشبه أداء صاحبة القصة الحقيقية تحية كاريوكا. تعود لتذكّر هنا بأنّها ممثلة وليست راقصة، ولكنها قدمت تقليداً لرقصها، وهو ما تدربت عليه من خلال الفيديوات المسجلة للراقصة الراحلة، مضيفة أنّ هذه الفيديوات التي بحوزتها، تثبت أنّها قلّدتها بصورة طبق الأصل.
وأضافت أنها تدربت طويلاً على الرقصات الخمس التي قدمتها في المسلسل، وواجهت مصاعب في أداء بعض الحركات السريعة، مشيرة إلى أنّ تأجيل المسلسل من العام الماضي منحها فترة كافية للاستعداد والتدرّب على الدور استمر لنحو أربعة أشهر مع المخرج عمر الشيخ.
ورأت عامر أنّ الحديث عن الأخطاء التاريخية في العمل لا يدخل في اختصاصها، بل يندرج ضمن مسؤولية المؤلف (فتحي الجندي). وحمّلته مسؤولية الصورة التي ظهرت بها كل من صباح وسامية جمال في المسلسل. علماً بأنّ جانو فغالي ابنة أخت «الشحرورة»، كانت قد أعربت عن استيائها من الحلقة 27 من العمل التي أوردت أنّ كاريوكا تعرّضت لخيانة زوجها حسن حسني مع الفنانة اللبنانية، ما دفع الراقصة الشهيرة إلى محاولة الانتحار. هنا، تشدّد عامر على أنّها لا علاقة لها بالصورة التي ظهرت عليها صباح؛ «لأنّ هذا الأمر من مسؤولية المؤلف وليس لي شأن به»، لكنّها ترى أنّ أي عمل سيرة غالباً ما يتعرّض لغضب المعنيين به، كعائلة الشخصية، أو لا يرضى المشاهدون عن الشكل الذي ظهر به على الشاشة. علماً بأنّ عائلة الراقصة المصرية المعروفة كانت قد أدانت العمل الذي يبالغ في تصوير التعذيب الذي تعرّضت له تحية على يد شقيقها. وتضيف عامر أنّها كانت تدرك جيداً أن العمل سترافقه خلافات مع الورثة الذين رفضوا الصورة التي ظهرت فيها كاريوكا في ما يتعلق بخلافها مع شقيقها الأكبر، وعدم الحصول على موافقتهم قبل تصوير المسلسل. لكنّها تلفت إلى أنّه عندما تقدم على تجسيد دور لمسلسل سيرة، تعرف جيداً أنّ العمل سيكون عرضة لانتقادات واعتراضات، مكررة أنّها تترك مهمة المادة التاريخية للمؤلف بسبب إيمانها بالتخصص وعدم تدخّل أي شخص في مهمات الآخر.
ودافعت وفاء عن ظهورها في الحلقة الخامسة وهي مراهقة في سنّ الـ 16، وعزت ذلك إلى الضرورة الدرامية التي كانت تقضي بأن تظهر قبل ذهابها إلى كازينو بديعة مصابني والتعرف إليها، وقبل أن ترتبط في أول زيجة لها بأنطوان ابن شقيقة بديعة. وبعد كل هذا الجدل الذي أثاره العمل، تعود صاحبة «الملكة نازلي» لتؤكد أنّها قدّمت شخصية تحية كاريوكا بما يرضي ضميرها، معبّرة عن رضاها عن أدائها وردود الفعل التي رافقت العمل، مشيرة إلى أنّه سيأخذ نصيباً كبيراً من نسبة المشاهدة لدى إعادة عرضه على المحطات الفضائية. وتكشف أنّها تعكف على أكثر من مشروع جديد بين السينما والتلفزيون، لكنّها لم تحدد بعد أي عمل ستشرع في تصويره، مفضلة الحديث عن هذه المشاريع بعد دوران عجلة التصوير.



رقص «شرعي»

رأى الناقد المصري طارق الشناوي أنّه كان ينبغي لوفاء عامر أنّ تترك مهمة تجسيد تحية كاريوكا لفنانة لا تعاني محاذير رقابية داخلية، لكونها قدمت الرقص على طريقتها «بطريقة شرعية، لا على طريقة تحية كاريوكا»، فضلاً عن الأخطاء التاريخية التي وقع فيها مؤلف العمل في ما يتعلق بحياة الراقصة الراحلة وعلاقاتها بالفنانين. بينما رأى الناقد وليد سيف أنّ العمل ركّز على الجانب الظاهر فقط في حياة تحية كاريوكا ولم يغص في حياتها، فضلاً عن افتقار الحوار إلى لغة الإحساس، وغياب الصورة الدرامية التي تجذب المشاهد. ووصف ما فعلته وفاء بأنّه جريمة في حق التمثيل وتحية كاريوكا.