ليبيا | بعد أشهر، يحتفل الليبيون بالذكرى الأولى لثورة 17 شباط (فبراير) التي أسقطت نظام معمر القذافي. الاحتفال سيكون رسمياً عبر القنوات الليبيّة التي انطلقت قبل الثورة وبعدها وزاد عددها على 30 عبر قمر «نايلسات». لكن لا أحد يعرف كيف سيكون الحدث على محطتين ظهرتا أخيراً، هما «الوادي» و«وطنا» اللتان تبثان من القاهرة. اعتمدت الأولى أسلوب التلوّن بدايةً، حيث ظهرت كمحطة ليبية عادية بعيدة عن تأييد القذافي.
لكن مع حلول رمضان، أطلّ على شاشتها إعلاميو القذافي الذين فروا إلى مصر بعد سيطرة الثوّار على طرابلس الغرب. ولعل أشهرهم المذيعان وديان وأشرف الشريف اللذان ظهرا خلال الثورة وراحا يشتمان الثوّار.
وقعت وديان في قبضة الثوار عند دخولهم العاصمة الليبية، ثم أخلي سبيلها ففرت إلى تونس، ومنها إلى مصر. هناك، التقت بـ«أزلام النظام» وشكلت معهم جبهة إعلاميّة، بدعم من رجال أعمال ليبيين كانوا يدعمون نظام القذافي تحديداً من مدينة بني وليد (شماليّ غربيّ طرابلس)، وأطلقوا القناة التي بدأت ظهرت نياتها بوضع شريط يحمل عبارة «اليوم حداد على أرواح شهداء ليبيا الذين وقفوا إلى جانب قائدها في مدينة بني وليد»، ثم اختفت العبارة فجأة. وفي الليلة الثلاثين من رمضان، ظهرت وديان ومعها أشرف الشريف، وخلفهما خريطة كبيرة للجماهيريّة، وتحدثا عن طقوس كل مدينة في العيد. وعندما وصل الدور إلى طرابلس، أشارت وديان بإصبعها إلى شارع عمر المختار في العاصمة، وكرّرت الإشارة من دون أن يعرف السبب. وإذا بالعاصمة تستيقظ صباح يوم العيد على انفجار سيارتين مفخختين في ذلك الشارع وتداولت المواقع كالفايسبوك وتويتر ويوتيوب ذلك المقطع لتلك المذيعة واعتبرته الأغلبية إشارة صريحة إلى التفجير! وهو ما أثار حفيظة الليبيين ودفعهم إلى التظاهر أمام السفارة المصريّة مطالبين السفير المصري بالتدخل وإغلاق تلك القنوات وتسليم رموز النظام السابق إثر القبض على مرتكبي التفجير الذين اعترفوا بأن من يدعمهم هو أحد رموز النظام الموجود في القاهرة.
بعد ذلك، سافر رئيس الحكومة الليبيّة عبد الرحيم الكيب إلى مصر، وأغلقت القناة فجأة. وصرح بأنّه طلب ذلك من السلطات المصرية. غير أن أصحاب المشروع، لم يستسلموا. سرعان ما ظهرت «الوادي» عبر الإنترنت لتبث أغنيات مؤيّدة لنظام القذافي وبيانات «تبشّر» بعودة بثها على «نايلسات»، وهذه المرّة عبر خمس فضائيات وبإمكانات ماليّة كبيرة! وما زالت «وطنا» تدعو إلى الانقلاب على الحكومة الليبية الجديدة نصرة للقذافي وترفع العلم الأخضر الذي تبدل بعد الثورة. من جهتها، صرحت إدارة «نايلسات» بأنّ القنوات تبث عبر قمر «نورسات»، ملمحةً إلى عجزها عن السيطرة عليها، وهو الأمر الذي لم يقنع الكثيرين. من الواضح أنّ تلك القنوات تعمل على إثارة الفتنة بين ليبيا ومصر، وتنتصر لنظام انتهى. والوسيلة هي اللعب على زعزعة العلاقات بين البلدين، كي لا يُسلَّم رموز النظام الفارين إلى مصر للسلطات الليبية.