القاهرة | بعد الثورة، تغيّرت أمور كثيرة، لعل أهمّها السماح بظهور مذيعات محجّبات على شاشة التلفزيون الرسمي. أول من أمس السبت، كان الموعد لظهور فاطمة نبيل في نشرة الظهيرة، بوصفها أول مذيعة محجّبة تظهر في النشرات منذ بداية بث التلفزيون المصري في الستينيات. أطلّت فاطمة نبيل في النشرة لتعلن «أخيراً، الثورة وصلت إلى مبنى ماسبيرو»!
ظهور المذيعة المحجّبة جاء تنفيذاً لقرار وزير الإعلام الإخواني صلاح عبد المقصود الذي أعلن في حوار مع عمرو الليثي على فضائية «المحور» السبت الماضي ظهور عدد من المذيعات المحجبات في التلفزيون المصري، «تطبيقاً لمبدأ العدالة في مجال الإعلام، انطلاقاً من روح «ثورة 25 يناير»». ولفت إلى أنّه تمت الموافقة على ظهور عدد من المذيعات المحجبات على التلفزيون المصري و«هن نرمين البيطار، وفاطمة نبيل على القناة الأولى، وسارة الشناوي مذيعة في النشرة الجوية، والمذيعة نرمين خليل في قناة «النيل» الإخبارية، وكلهن من بنات «ماسبيرو»».
كان ردّ الفعل قوياً على ظهور المذيعات بحجابهن على التلفزيون. رأى البعض أنّه فصل من مسلسل «أخونة الإعلام» بعدما تم تعيين وزير إعلام إخواني «منظّم»، والإصرار على سيطرة مجلس الشورى ذي الأغلبية الإسلامية على الساحة الإعلامية، خصوصاً مع اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، بينما يرى آخرون، من بينهم المدرب الإعلامي ياسر عبد العزيز، أنّ القرار لا يمكن أخذه كدليل على محاولة جماعة الإخوان المسلمين السيطرة على الإعلام.
ويرى البعض أنّ السماح للمذيعات المحجبات بالظهور على الشاشة هو انتصار للحرية الشخصية «التي يجب أن تكون مصونة». مع ذلك، قال رئيس قطاع الأخبار في التلفزيون المصري إبراهيم الصياد إنّ «الحجاب سيكون ذا شكل معين، وستُمنع المذيعات من ارتداء الخمار». وأشار إلى أنّه تم تشكيل لجنة فنية ستتولى اختبار المذيعات. ونفى الصياد أن تكون هناك أي علاقة بين القرار وتوجه إلى أخونة الإعلام، فـ«الحجاب حرية شخصية لا علاقة لها بالدين أو الإخوان أو حتى وزير الإعلام». يأتي هذا في الوقت الذي تناقل فيه عدد من النشطاء على مواقع التواصل التواصل الاجتماعي خبراً مفاده أنّ المذيعة المحجّبة فاطمة نبيل عضو في جماعة الإخوان.
واستعاد كثيرون أمس الحكم القضائي الذي صدر عام 2005 وألغى قرار وزير الإعلام بـ«منع المذيعات المحجبات من الظهور على شاشة القناة الخامسة المحلية». وقتها، رفعت الدعوى المذيعات هالة السيد المالكي، ورانيا إبراهيم رضوان وغادة الطويل. وقضت المحكمة يومها بأحقية ظهور المذيعات بحجابهن. وقالت المحكمة في حيثياتها «من الثابت في الأوراق أنّ المذيعات سبق لهن تقديم برامج على الهواء والربط بين الفقرات على الهواء مباشرة، ومنعهن جاء بسبب ارتدائهن الحجاب رغم أنّه لا يخالف النظام العام ولا يخرج على التقاليد والقيم التي خصها الدستور بالرعاية وأوجب مراعاتها». وأضافت المحكمة أنّ «الإدارة بهذا القدر تكون قد أخطأت التقدير واستبعدتهن على نحو يخل بمبدأ المساواة بين زميلاتهن. كذلك فإنّه بقرار استبعادهن من الظهور على شاشة التلفزيون، تكون قد تغولت على حريتهن الشخصية وهي من الحقوق الدستورية».