Ok World هو مشروع موسيقي، متعدّد العناصر والجنسيات، يوحي عنوانه بمقاربة متفائلة لعالمنا. بمعنى آخر، إنها نظرة فنية إلى «النصف الملآن» من العالم، حيث «النصف الفارغ» يعني التقاتل والحروب. عرّاب المشروع هو الموسيقي النروجي بوغيه فيسلتوفت، يعاونه الفنان الهندي الأصل شْري سريرام، ويضم مجموعة موسيقيين من لبنان، والهند، وإسبانيا والموزامبيق.
الفرقة موجودة اليوم في بيروت، وتقدِّم أمسية وحيدة الليلة في «جمهورية الموسيقى الديموقراطية» (DRM)، بعدما أمضى أعضاؤها فترة في التعارف والتمرين وتبادل الخبرات. أما البرنامج، فيتألف من مقطوعات، بعضها سابق التلحين (لبوغيه فيسلتوفت وشْري سريرام)، وبعضها مبنيّ على أفكار موسيقية واتفاقات يقوم ارتجال أعضاء الفرقة على أساسها. للمناسبة، فمن المفيد التوقف عند هذا النوع من النشاطات الفنية. بسبب النزاعات بين الدول والصراعات بين الحضارات والحروب المندلعة، كثرت في السنوات الأخيرة المشاريع الفنية الداعية إلى التلاقي والتفاعل الثقافي الإيجابي. قد يكون هدفها القول إنّ الثقافة تبقى مكاناً ممكناً للتآخي، أو إن إعادة الاستقرار إلى عالمنا تبدأ من التفاهم الفني والفكري، لكن مع الأسف، فمعظم ما نتج من هذه اللقاءات لم يرقَ إلى مستويات جمالية عالية. غالباً ما أتت المواد الفنية غير متماسكة، ربما لأنها تعكس أصلاً عالماً مشرذماً على كل المستويات. فقط المتوهمون بإمكان إرساء سلام عالمي ـ من دون الحاجة إلى المرور بتغييرات اقتصادية/اجتماعية جذرية ــ آمنوا بهذه المشاريع، وراقتهم نتائجها، لكن في الواقع، حتى المشاريع التي فشلت، جرى تسويقها على أنّها أفكار مذهلة، ربما خوفاً من انعكاساتها السلبية التي تناقض أهدافها الفنية السلمية، في الوقت الذي لم تكن تمثل فيه، أحياناً، إلّا مخططاً لتشويه ثقافات أخرى، وتحديداً ثقافات بلدان العالم الثالث لغايات غير سلمية إطلاقاً! والأسوأ أنّ بعض المساهمين في مشاريع مماثلة، من موسيقيين وغيرهم، لا يدركون نوايا منتجها الذي يستغلّ مواهبهم، فيخوضون تجاربهم من منطلق فنّي نظيف ونوايا صادقة وهم إنساني ثقافي.
لا ينطبق هذا الكلام بالضرورة على Ok World، بما أنّه لم ينطبق على تجارب سابقة، لكن توضيح الصورة للجمهور والموسيقيين على حدّ سواء واجبٌ فنّي وأخلاقي. أضف إلى ذلك أنّ أي تجربة موسيقية جديدة تستحق فرصة إيصال رسالتها واهتمام الجمهور... ولاحقاً، المتابعة والدعم متى تبدّدت ضبابية اللقاء الأوّل. إذاً، إلى فيسلتوفت (بيانو وسنتيسايزر) وشْري سريرام (باص وفلوت)، تتكوّن المجموعة من خالد ياسين (إيقاعات/لبنان)، أماديه كوسّا (إيقاعات/الموزامبيق)، فيفيك راجاغوبَلان (إيقاعات/الهند) وجوزيمي كارمونا (غيتار/إسبانيا). أمّا ضيف الأمسية، فهو المغني اللبناني الشاب جورج نعمة. خالد ياسين وجورج نعمة وجهان معروفان على الساحة اللبنانية غير التجارية. غير أنّ الأول يبدو أكثر ارتياحاً إلى هذا النوع من اللقاءات، التي تكون فيها الموسيقى شبه مرتجلة بفعل خبرته الطويلة في هذا المجال، إذ سبق أن شارك في العديد من الأمسيات التي تأقلم خلالها مع فرقٍ تقدِّم أنماطاً موسيقية مختلفة. أمّا بوغيه فيسلتوفت، فيعرفه الجمهور المحلي الذي حضر أمسيته في «ميوزكهول» (2009) بدعوة من «ليبان جاز»، وكذلك الجمهور السوري الذي التقاه في «دار الأسد للثقافة والفنون» (مباشرةً بعد أمسيته البيروتية) ونتوجّه إليه اليوم، إذ ربما يكون قد انتقل للعيش في بيروت!

Ok World Ensemble: 8:30 مساء اليوم ـــ «جمهورية الموسيقى الديمقراطية» (الحمرا ـ بيروت) ـ للاستعلام: 70/030032



مهرجان أوسلو

تحظى مجموعة Ok World ومشروعها بدعم من «مهرجان أوسلو لموسيقى العالم»، لذا، اختارها المنظمون لافتتاح الدورة المرتقبة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، لكن قبل مشاركتها في المهرجان المذكور، وبعد أمسيتها البيروتية، ستسافر المجموعة إلى الموزامبيق لتقديم أمسية، تليها جولة أوروبية. في كل مرة تقدِّم فيها تجربتها، تستضيف Ok World موسيقيّاً محلياً، ينضمّ إليها في كل من البلدان التي ستزورها. وكان المشروع قد انطلق من الهند في نيسان (أبريل) 2012، وهدفه المرور بكل البلدان التي يأتي منها أعضاؤه، وها هو إذاً يصل إلى لبنان، لكون خالد ياسين يمثّل عنصراً أساسياً فيه.