على رغم تخصّصها في الإعلام المرئي، إلا أنّ الظروف العائلية والاجتماعية أخذتها نحو عالم السياسة، وانتُخبت نائبةً عن بيروت. لكن اليوم، تتنفس نايلة تويني «أوكسجين» اختصاصها من خلال إطلالتها في برنامج «كلام نواعم» الذي انطلق عرضه الأحد الماضي على mbc1. فما السرّ الذي تحمله وراء ظهورها؟ لم تستطع زحمة السياسة أن تأخذ فكر نايلة وعقلها، بل على العكس. لقد تأكّدت أنّها لم تجد نفسها في ذلك العالم، فاختارت الرجوع إلى الصحافة.

تروي نايلة بكل فرح كيفية مشاركتها في برنامج «كلام نواعم» في موسمه الحالي الذي يعرض على شاشة mbc1. تتحدث لـ«الأخبار» بكلّ حماسة عن إطلالاتها التلفزيونية الأولى، كأنها كانت تنتظر تلك الفرصة منذ زمن طويل. عندما اتصل القائمون على المحطة بالإعلامية الشابة، لم تفكر مرتين في العرض، بل وافقت عليه فوراً بعد دراسة كل جوانب عملها الجديد؛ إذ إنّها تعدّ نفسها صحافية أولاً وأخيراً. صحيح أنّها بدأت تتحمل مسؤولياتها في جريدة «النهار» باكراً، إلا أنّها انهمكت في الشؤون السياسية في الفترة الأخيرة، بعدما تبدّلت ظروف حياتها وحملتها إلى السياسة. أعجبت نايلة بفكرة إطلالاتها في برنامج «كلام نواعم»، لأنّه ينقل مشاكل الناس في الدرجة الأولى، وبالتالي فإنّها ستكون أقرب إليهم وتعايش معاناتهم على حدّ تعبيرها. برأيها، إنّ إطلالاتها في التلفزيون تكمّل قلمها في الجريدة.
وعند سؤال نايلة عمّا إذا كانت فقرة صغيرة في البرنامج تشبع حضورها على الشاشة الصغيرة، تجيب الشابة بكل اقتناع بأنّ ظهورها على الشاشة ضمن فقرة تحمل عنوان «قضيتي» أو «قصّتي» مرة في الشهر، قد يكفي طموحها حالياً، وخصوصاً أنّها تجربتها الأولى في عالم الشاشة الصغيرة، ومن المبكر الحديث عن برنامج خاص بها لأنها لا تزال تقوم بخطواتها الأولى في هذا المجال. ستناقش نايلة في فقرتها الكثير من المشاكل التي يعانيها المجتمع، لكن يبدو أنها تأثرت كثيراً بحلقة أعدّتها عن النساء السجينات؛ فذلك الموضوع بقيت تتحدث فيه خلال لقائنا بها. حكت كيف «تأثرت بالنساء وأوضاعهن الصعبة».
تضحك نايلة طويلاً عندما نسألها عما إذا كانت تنافس زوجها مالك مكتبي الذي يقدم برنامج «أحمر بالخط العريض» على شاشة LBC. تؤكد أنّ المنافسة غائبة بينهما، ولكنها في الوقت نفسه لا تنكر أنها استشارته وأخذت رأيه بالبرنامج عندما عرض عليها، وقدم لها نصائح، نظراً إلى خبرته في عالم التلفزة. أضف إلى ذلك أنّه العرض الأول الذي تتلقاه نايلة لظهورها على الشاشة؛ لأنه لم يسبق لأي قناة عربية أو لبنانية أن طلبتها لبرنامج.
لذلك، كان برنامج «كلام نواعم» البداية التي قد تكرّ وراءها سبحة البرامج. ترى نايلة أنّ البعض قد ينتقدها لأنها ظهرت على الشاشة، بينما يطالب البعض الآخر بأن يكون المردود المالي الذي تأخذه أكثر بكثير مما عرض عليها، لكنها تؤكد أن العامل المادي لم يكن أبداً وراء إطلالتها، بل احتكاكها مع الناس ومعايشة ظروفهم الصعبة. وترى أنّ الأهم في كل ذلك أنّها عادت إلى «جذورها الإعلامية» التي تجد نفسها فيها. الأكيد أنّ العرض المادي الذي قدّم لنايلة مقابل مشاركتها في البرنامج لم يكن كبيراً، وخصوصاً أنّ «كلام نواعم» ليس برنامج هواة يقوم على مشاركة فنانين نجوم على غرار الفنانة الإماراتية أحلام كما حصل في «أراب آيدول»، أو مع نجوى كرم في برنامج Arabs Got talent. وقتها جرى الحديث عن مبالغ مالية ضخمة وصلت إلى مليون دولار أميركي لقاء ظهور الفنانة.
بقدر حنين نايلة إلى العمل في مجال الصحافة والاعلام، هناك كرهها و«قرفها» من الوضع السياسي اليوم في لبنان. تقول النائبة اللبنانية إنّها تنظر هذه الأيام إلى وطنها وتتساءل: «لوين رايحين؟»، وتحار كيف سيعيش ابنها الوحيد جبران فيه. «كل يوم بزعل عا لبنان... وكل يوم منفيق عا خبر وأحداث... في حالة قرف». لا ترى تويني أنّها قادرة على إحداث تغيير من موقعها كنائبة في البرلمان اللبناني. تردف قائلة إنّ الوطن مقسّم إلى طوائف وأحزاب و«شخص واحد غير قادر على تغيير بلد بأكمله». في المحصلة، وضعت نايلة يدها على برنامج تلفزيوني، فهل نراها قريباً في برنامج ضخم؟

«كلام نواعم» كل أحد 21:30 على MBC1



«بروفايل» مثالي

يلفت المتحدث باسم مجموعة mbc مازن حايك إلى أنّ «كلام نواعم» شهد تطوّراً في فقراته ويحاول البحث عن سيدات يحملن قضية الدفاع عن المرأة. ومن هنا، جاء اختيار نايلة تويني لتشارك في البرنامج، لأنها «بروفايل» مثالي لسيدة تحمل قضايا عدّة: أولاً إنّها ابنة شهيد وتناضل على طريقتها الخاصة، كذلك فإنها تحمل إرثاً كبيراً من جدها الإعلامي الراحل غسان تويني، وهي إدارة صحيفة لبنانية لها ثقلها، إضافة إلى أنها أم تحمل مسؤوليات تجاه عائلتها. وأشار حايك إلى أنّ الفقرة التي تقدمها تويني لم تقيّد بعدد دقائق، بل تركت لها الحرية للتعبير عن قضية تعصف بالمجتمع.