محبّو «مشروع ليلى» تنفّسوا الصعداء بعد إعلان الخبر أمس: الفرقة المميّزة لن تكون مساء غد الخميس على خشبة «مسرح الواجهة البحريّة» في وسط بيروت، حيث كان يفترض أن تحيي الجزء الأوّل من حفلة Red Hot Chili Peppers. الحفلة التاريخيّة، والمثيرة للجدل في آن واحد، التي لنا عودة إليها، كانت تشكّل فرصة ثمينة لفرقة البوب اللبنانيّة الماضية في طريقها إلى النضج والانتشار والعالميّة: مواجهة جمهور محلّي وإقليمي وعالمي ضخم، جاء لمشاهدة فرقة الروك الأميركيّة الشهيرة، في أوّل وقفة لها على أرض عربيّة منذ انطلاقتها قبل ثلاثين عاماً. لكن أفراد المجموعة فضّلوا التضحية بهذه الفرصة، على أن يقترن اسمهم من قريب أو بعيد بأي عمليّة «تطبيع» غير مباشر مع إسرائيل، تتنافى مع خياراتهم الانسانيّة والوطنيّة. فالمحطّة الثالثة لـ«ريد هوت تشيلي بيبرز» بعد بيروت (6/ 9)، واسطنبول (8/ 9) ستكون… تل أبيب (10/ 9)، الأمر الذي لم يكن يعرفه حامد سنّو وهايغ بابازيان وفراس أبو فخر وأندريه شديد وأمية ملاعب وابراهيم بدر وكارل جرجس، حين عرضت عليهم المشاركة. ثم اشتعلت المواقع الاجتماعيّة بالاحتجاجات والنداءات والانتقادات الغاضبة والاتهامات الجائرة، قبل أن يجدوا الوقت الكافي ليفهموا ما يدور حولهم. اجتمعوا كعادتهم، وتناقشوا طويلاً واتخذوا القرار الصعب الذي يسجّل لهم.
الغناء في إسرائيل، اليوم أكثر من أي وقت مضى، معناه أن تكون شاهد زور على المجزرة. أن تضع يدك في يد القاتل الدامية، لتسهم في محو ذنوبه، وتبييض صورته البشعة، وتشجيعه على المضي في سياسة الاحتلال الجائرة، بل ودفع ضرائب تذهب إلى خزانة الكيان السبارطي الساعي إلى تحسين قدراته الحربيّة. والتغاضي عن ذلك في بيروت، ليس تفصيلاً عابراً، علماً بأن الجمعيّات الداعية إلى مقاطعة إسرائيل لا تريد أبلسة الفرقة الأميركيّة الحرّة في خياراتها، بقدر ما يعنيها إيصال صوت العرب وقضيّتهم العادلة، «عسى RHCP تحذو حذو زميلتها «غوريلاز» وكل الفنانين الشرفاء من العالم أجمع»، كما أكّد بالأمس زميلنا سماح إدريس الذي اضطر مع رفاقه في «حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» ـــ لبنان»، إلى إعادة النظر في النداء المزمع توجيهه لـ«مشروع ليلى»، كي يخرجوا من اللعبة. «لا تعليق» قال من جهته مدير أعمال الفرقة كريم غطّاس بصوت قاتم على الهاتف. ««مشروع ليلى» لن يغنّي الخميس في «الواجهة البحريّة». هذا كل شيء».