القاهرة | يجيد الإسلاميون التحرك في الشارع، ويملكون قنوات تتحدث عنهم. السلفيون قبل الثورة، والإخوان بعدها، عدد القنوات كبير، لكنّ تأثيرها محدود. يفسّر المراقبون ذلك بأنّ التيارات الدينية لا تعرف كيف تستخدم الإعلام لمصلحتها لسبب بسيط يتعلّق القيود التي تضعها على المنظومة الإعلامية التابعة لها. تيار يقول إنّه يخدم المجتمع بأكلمه، لكن المرأة لا تظهر أصلاً على شاشاته، والتكنولوجيا مرفوضة، والموسيقى ممنوعة، والدراما محرّمة. بالتالي، فجمهور هذه القنوات هو فقط الذي لا يريد متابعة ما تقدمه باقي المحطات، لتبقى الاشكالية قائمة: كيف يمكن جذب مَن يتابعون الفضائيات الخاصة والحكومية، وقد يتأثرون بالدعاية السلبية ضد الإسلاميين على حد قول قياداتهم؟
إذ وصف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع الإعلاميين والصحافيين بأنّهم «سحرة فرعون». لكن السحرة لديهم جمهور، والإخوان المسلمون يعانون من غياب الجماهيرية عن محطتهم «مصر 25». ورغم ما يتردد عن وجود اتجاه إلى أخونة الإعلام بعد تعيين القيادي في الجماعة صلاح عبد المقصود وزيراً للإعلام المصري، إلا أنّ صعوبات جمة تواجه الجماعة الدينية الأشهر في العالم في رحلتها الرامية إلى تغيير الكثير من الأفكار حولها بسبب انتماء معظم الإعلاميين المصريين إلى تيارات سياسية على خصام مع فكر الإخوان المسلمين.
كل ما سبق يفسر ما يتردد أخيراً عن اتجاه قوي داخل الجماعة لإطلاق فضائية جديدة تعبّر عنها. لكن المعلومات في هذا الإطار لا تزال غير رسمية ولا يريد مصدر مسؤول الإفصاح عما يجري على الأرض، رغم ما تردد عن سفر نائب المرشد العام للإخوان خيرت الشاطر ورئيس «حزب الحرية والعدالة» عصام العريان إلى الدوحة للدخول في مناقشات حاسمة تهدف إلى بدء المشروع الذي سيتولاه حسب التسريبات وضاح خنفر. المدير السابق لـ«الجزيرة» والمقرب من الإخوان المسلمين يمتنع حتى الآن عن نفي الخبر أو تأكيده.
لكنّ المؤكد أنّه سيتولى بشكل دوري تقديم استشارات إعلامية للجماعة مع الإعلامي الإخواني أحمد منصور.
وفي حال إطلاق تلك القناة بالإمكانات التي قد تقارب ما تتمتع به «الجزيرة»، فالحرج سيرفع عن الأخيرة التي تعاني دوماً من اتهام بالانحياز إلى الإخوان رغم انتشارها الكبير في مصر، وخصوصاً «الجزيرة مباشر مصر». لكنّ المفارقة التي رصدتها «الأخبار» أنّ تلك التسريبات تتعارض مع ما يجري حالياً من تغييرات في هيكل قناة «مصر 25»؛ إذ إنّ الإعلامي أحمد أبو هيبة، صاحب الخبرة الطويلة في مجال الإعلام الإسلامي الذي شارك في تأسيس قناتي «الرسالة» و«التحرير»، تولّى أخيراً إدارتها بدلاً من حازم غراب، ووضع خطة تضمن تحوّل المحطة إلى شاشة عامة لا تكون فقط لسان حال الإخوان المسلمين. وكان خبر الاستعانة بالمحلل الكروي علاء صادق لتقديم برنامج يومي مفاجأة لجمهور تعود أنّ الترفيه بكل أنواعه غائب حكماً عن الشاشات الإسلامية.
يضاف إلى ما سبق خطة يجري الإعداد لها حالياً كي تتحول القناة إلى شبكة تتفرّع منها شاشات أخرى تتخصّص في الأخبار وبرامج الأطفال ربما لسدّ الفراغ الذي سيستمر إلى أن تخرج فضائية وضّاح خنفر إلى السماوات المفتوحة.