مراقبة بسيطة لمسيرة زياد الأحمدية (الصورة) تبيِّن أن النشاط الذي يقوم به في هذه الفترة يمكن اعتباره محطة رابعة، تضاف إلى محطات ثلاث، تمثّلت في إصدار ثلاثة ألبومات هي «بالبال» (2003) وBeyond Traditions (2006) وSilent Wave (2009). المشروع الجديد الذي يطرحه الأحمدية يجمعه بنجمة «ستار أكاديمي 8»، نينا عبد الملك، ويحمل عنوان «ساحر العينين». في رمضان الماضي، قدّم الثنائي المشروع في «مسرح بابل»، ويطل به هذا المساء من «مترو المدينة».
بعد بدايةٍ جمعت بين الأغنية الخاصة والمقطوعة الموسيقية في «بالبال»، اتجه الأحمدية نحو الموسيقى بعيداً عن الكلمة والشعر. أصدر ألبومين موسيقيين، اختلفا في الشكل والمضمون، وها هو يعود إلى الأغنية لكن من باب استعادة القديم، ليس ذاك الذي أصِبْنا بالتخمة منه بسبب تكرار عمليات «إنقاذه من النسيان»! في «ساحر العينين»، اختار زياد أغنيات لا يعرفها إلا الباحث الصبور، تعود إلى الأربعينيات والخمسينيات والستينيات. يضم الجزء الأكبر من البرنامج الأغنيات التي قدّمتها فيروز في بداياتها، وقلّما أدرجتها السيدة في حفلاتها، كما لم تعِد تسجيلها أو إصدارها. معظم هذه النوادر توثق لفترة متأثرة بالموسيقى الشعبية اللاتينية (تانغو وسالسا)، وقد راعى الأحمدية هذا التوجّه في إعدادها. إذاً، إنه الموعد الثاني الذي يضربه زياد الأحمدية ونينا عبد الملك ضمن سلسلة أمسيات بيروتية بعنوان «ساحر العينين». هكذا، سنسمع الليلة في «المترو»، من قديم فيروز بعض الأغنيات المعروفة من الجمهور العريض مثل «بعدنا»، وأخرى أقل شهرة مثل «عدنا رأيناها» و«يولا» و«مهى» و«غيب غيب يا قمر» و«يا ساحر العينين» وغيرها... وعلى البرنامج أيضاً، مقطوعات موسيقية من تأليف الأحمدية، منتقاة من ألبوماته الثلاثة. أما الفرقة فتضمّ إلى زياد الأحمدية (عود)، سمير نصر الدين (باص)، وليد بو سرحال (بيانو)، بهاء ضو (إيقاع) وجيريمي تشابمن (فلوت وساكسوفون). أخيراً، لا بد من الإشارة إلى أنّ هذا المشروع يحمل إيجابية للمغنية، إذ يقطع الطريق على المقارنة بالنسخة الأصلية، كما يحصل عادة عندما تؤدّى أغنيات فيروز المعروفة. لكن هذا لا يمنع من توجيه بعض الملاحظات لنينا عبد الملك، أهمها ضرورة التزامها باللحن وعدم التصرُّف، لأن تطريب المبتدئين بعضه نشاز.



«ساحر العينين»: 10:00 مساء اليوم ــ «مترو المدينة» (الحمرا ــ بيروت) ــ للاستعلام: 76/309363