لم تمضِ ساعات على ما اشتهر على تسميته «جمهورية العار» (مقدمة نشرة 31/7/2011)، حتى ضجّ أهل الإعلام بالنقلة النوعية لـ LBCI على صعيد الخطاب والأدبيات التي انتقلت من بانورامية شاملة تحدّد أجندة ترتيبها للأخبار وفقاً لسياستها التحريرية إلى أخرى محددة مباشرة في «التصويب» على الجهة المعنية.
سرعان ما قورنت هذه النقلة بأسلوب «الجديد» التي تتكئ على خطاب هو أقرب إلى مقال رأي متلفز يسمّي الأمور بأسمائها. هذا في مقدمة النشرة، فماذا عن التقارير الإخبارية؟ هل سينسحب نَفَس «الجديد» على «ال. بي. سي» دقائق قليلة، كثافة في الصورة والموسيقى المصاحبة، مع تقديم المعلومة بأسلوب سلس أقرب إلى الشعبوية درءاً لملل المشاهد. تلك هي «مكونات» التقارير الإخبارية التي تبث على «الجديد» التي كان رياض قبيسي أول من باشر في تنفيذها واقترنت باسمه ودمغت المحطة بطبيعة الحال. يرفض قبيسي التحدث عن تجربة أو «موضة» أنشأها في هذا الخصوص. جلّ ما قام به هو نقل الأسلوب الأجنبي في التقرير التلفزيوني بصيغة «ملبننة» إلى محطة محلية، مستشهداً بتجربة الصحافي المصري يسري فودة الذي اشتهر بهذا الأسلوب الذي يعتمد على تضمين تقاريره حبكةً دراميةً حيث تطغى لغة الصورة على ما عداها. بذلك، تصبح العلاقة بالجمهور أقوى تكسر كل الحواجز بينه وبين المراسل المتمثلة في الشكل (اعتماد ثياب بسيطة) وفي لغة الخطاب. ينتقد قبيسي تقارير القنوات الأخرى الأقرب إلى الصحافة المكتوبة. برأيه، يذهب بعضهم إلى وصف الصورة، بينما يعمل عليها. وفي ما خص النقد الذي يوجّه إليه في تغليب الصورة على المضمون، يلفت إلى أنه قدّم جزءين عن المثلية «لم يسبق لأحد أن قارب الموضوع بالطريقة التي نفذتها»، داحضاً ما يقال عن «الاستعراض البصري» في تقاريره. وحين تسأله عن المنافسة «المستجدّة» مع القنوات الأخرى، يجيب: «ما رح يلحقونا!». في القناة عينها، عندما يذكر اسم رامي الأمين، سرعان ما تتبادر إلى ذهن المشاهد تجربة قبيسي. يفتخر الأمين بهذه المقارنة، مع تطويع أمور أخرى بأسلوبه الخاص الذي اشتهر به، لناحية السخرية في اللغة والتقديم. وعن إمكان تعميم الأسلوب المتبع في إعداد التقارير وتقديمها على باقي المحطات، يربط الأمين ذلك بمدى تقبّل إدارة التحرير في المحطة لهذه النوعية من التقارير وإعطائها الثقة والوقت اللازم لمراسليها بهدف إنجازها وقدرة المراسل نفسه على التدخل في التقرير من إعداد وتصوير وتوليف كي يضمن وصول الرسالة المتوخاة كما يريدها إلى الجمهور.