إنّه فرصة لكلّ فنان شاب لا يجد مَن يدعم أفكاره أو ينتج أعماله. فرصة للطلاب اللبنانيين بأن يكون لديهم مهرجانهم الذي يتيح عرض أفكارهم الجديدة «التي تشبههم وتشبه أحلامهم». الفرصة هي «مشكال»، فكرة شبابية ابتكرتها نضال الأشقر، واشتغل عليها ناجي صوراتي، ونفّذها شباب طموحون بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وAGONISTIK للفنون المسرحية. أما الصرح، فهو «مسرح المدينة» الذي يعتلي خشبته منذ اليوم فنانون شباب يعبّرون عن أنفسهم بأدواتهم الموسيقية، والمسرحية والسينمائية تحت عنوان «ملتقى الشباب في مسرح المدينة».
كل مَن عمل على النسخة الأولى من «مشكال» يُشبّهها بخلية النحل. الجميع اشتغل لإنجاح مهرجان تعوّل عليه آمال كبيرة. العروض جاءت منوعة وغنية تهدف إلى كسر الحواجز بين أجناس الفنون. والمحصلة أربع مسرحيات، و14 فيلماً باللغات العربية، والإنكليزية، والفرنسية والروسية، من بينها أعمال عرضت سابقاً، وعشر فرق موسيقية وندوات وطاولات مستديرة حول الرقابة (اليوم ــ س: 6:36 مع نضال الأشقر والزميل بيار أبي صعب)، و«الشعر اليوم» مع عباس بيضون (20/9 ـ س: 6:36) وطبعاً «غرافيتي اليوم» مع سمعان خوام (21/9).
«لا مشترك يجمع بين كل هذه العروض، إنّها فقط القيمة المميزة والفن المعاصر الثوري الذي ينطلق من قلب المجتمع اللبناني» يقول المخرج المسرحي ناجي صوراتي، المدير الفني لـ«مسرح المدينة» والمسؤول عن المهرجان. الأفلام التي سنشاهدها في الملتقى تتنوّع في القضايا التي تطرحها. نشاهد فيلم جان بوشعيا القصير «فيلم كبير» (اليوم ــ س:9:09) الذي يلعب على الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال، بينما يستسلم فيلم مارك رومي «الصفحة الأخيرة» (21/9 ــ س:9:09) لتلك الفتاة التي لا تتوقف عن الحلم. في المقلب الآخر، هناك الواقع وقضاياه الشائكة، أولاها فيلم باسكال أبو جمرة الإشكالي «خلفي شجر الزيتون» (19/9 ــ س: 9:09) الذي يطرح قضية الهاربين اللبنانيين الى اسرائيل وعائلاتهم، وقد شاهدناه أخيراً ضمن «مهرجان السينما اللبنانية» («الأخبار» 24/8/2012). لا تغيب الكوميديا عن العروض كفيلم Muddle لداليا ياسين (20/9 ـ س: 9:09) الذي ينطلق من لقاء يجمع غريبين والمفارقات الكثيرة التي تحصل. وبينما تحمل العروض السينمائية توقيع طلاب لبنانيين من مختلف الجامعات الخاصة والرسمية، يطغى على تلك المسرحية متخرجو «الجامعة اللبنانية الأميركية». المسرحيات الثلاث «نساء في الحرب» لرامي الربيع (20/9)، و«جريمة في المستشفى» لمازن سعد الدين (19/9) و «الكراسي» لرنيم حلبي (18/9) من إخراج طلاب LAU، بينما تبقى «البعد الآخر» (21/9 ـ س:8:08) لأحمد حجازي وتمارا حاوي من إخراج طلاب «اللبنانية».
الصورة العصرية الشبابية تتجلّى أكثر في الشق الموسيقي. تتناوب الفرق على تقديم مختلف أشكال البوب، والروك، والسول، وحتى السوبرانو مع مايا حبيقة (19/9 ـ س:10:10)، إضافة إلى أنواع موسيقية جديدة كالتي ستقدمها فرقة BLOK› Laptop Orchestra التي تستند إلى الكومبيوتر في إنتاج موسيقاها...
إذاً أربعون مشاركاً سيتوالون على ليالي «مشكال». بشير الأشقر أحد منظمي المهرجان، يشير إلى أنّه تم اختيار هؤلاء بعناية من خلال عروضهم التي قدِّمت على يوتيوب، وتم التصويت عليها من قبل الطلاب والاختصاصيين... آلية تصويت معبّرة عن روحية «مشكال» الشبابية!

«مشكال ــ ملتقى الشباب في مسرح المدينة» ابتداءً من اليوم حتى 21 أيلول (سبتمبر) ــ «مسرح المدينة» (الحمرا ـ بيروت) ـ للاستعلام: 01/753010



تكريم

خلال الافتتاح اليوم، سيكرّم الملتقى كلاً من الكتّاب والمسرحيين يعقوب الشدراوي، وبول شاوول، وأسامة العارف، وسعيد سنّو «عرّاب مسرح بيروت» كما عرّفه الملتقى. وستكون هناك مشاركة مميزة لمايك ماسي الذي سيغني منفرداً على آلة البيانو (س:9:00). يقول الفنان اللبناني لـ«الأخبار»: «المهرجان فرصة لا تتكرر في عالمنا العربي حيث نفتقر إلى مغامرين يساعدون في بناء أحلام الشباب». ويترافق الملتقى مع معرض فني يجمع مبدعين شباباً في مجال الرسم والتصوير ويستمر طيلة أيام الحدث.