الرباط | بـ 108 أصوات، تحول الناقد عبد الرحيم العلام (الصورة) إلى رئيس منظمة يعيب عليها كثيرون سوء تدبيرها خلال السنوات الأخيرة منذ أن انقلب العلام، وأعضاء المكتب التنفيذي لـ «اتحاد كتّاب المغرب» على رئيسهم عبد الحميد عقار عام 2009، ليديروا المنظمة مدة تجاوزت الآجال القانونية لعقد المؤتمر الأخير.
لكن يبدو أنّ قرب العلام من رشيدة بنمسعودة عضوة المكتب السياسي لـ «حزب الاتحاد الاشتراكي» وزوجها أنور المرتجي، ساعده على التغلغل وفق ما تقول مصادر مختلفة في «اتحاد كتّاب المغرب»، إذ تنقل العلام بين الفروع ونشر الوعود الانتخابية بين أعضاء الاتحاد، فيما تلقى كتّاب آخرون اتصالات هاتفية، توحي لهم أنّ العلام مدعوم من المكتب السياسي لـ «حزب الاتحاد الاشتراكي». وهو ما حدث مثلاً مع القاص المغربي أنيس الرافعي، الذي رفض الترشح للمكتب التنفيذي. علماً أنّ الجديد في التصويت أنّه أصبح يأتي مباشرة من طرف المؤتمرين، كما أنّ المكتب التنفيذي بات يضم أربع نساء، إذ خُصصت لهن كوتا كناية عن ثلث المقاعد، بعد اقتراح قدّمته الكاتبة ليلى الشافعي.
قبل أسبوع من المؤتمر، تناقل أعضاء الاتحاد أنّ العلام سينزل بثقله في الانتخابات، مدعوماً بكل من رشيدة بنمسعودة وزوجها أنور المرتجي. ويبدو أنّ العلام عرف كيف يلعب على الحبال وتغيير الأقنعة. مرةً، أخبر الكتاب المستقلين أنّه آن الأوان لخروج المنظمة من سيطرة حزبي «الاستقلال» و«الاتحاد الاشتراكي»، ومرات، غازل الحزبيين. ولم يغفل استغلال قربه من «اتحادييين» و«استقلاليين» للحصول على أكبر عدد من الأصوات خلال عملية التصويت على منصب الرئيس، فإذا به يحصل على 108 أصوات، متفوقاً بأشواط عن منافسه محمد بودويك (36 صوتاً)، وليلى الشافعي (12 صوتاً).
خرج الاتحاد من مأزق مؤتمره الـ 18، لكن سيلزمه الكثير للخروج من نفق الاتكالية وغياب الصورة. برامجه وخططه الثقافية والسياسية لم تكن بحجم الانتظارات، كما أنّ قربه الملغّز من السلطة في السنوات الأخيرة، بعد تولي العلام لدفة الاتحاد، يطرح علامات استفهام كثيرة حول استقلاليته التاريخية. المؤسسة التي تحتفي هذه السنة بذكراها الخمسين، أصبحت جزءاً من المطبّلين للنظام، فيما معاركها الأخيرة كلّها دونكيشوتية، مثل الحرب على وزير الثقافة السابق بنسالم حميش. أما مجلة «آفاق» التي يصدرها الاتحاد، فقد دخلت في موت سريري، ولم يطبع الاتحاد سلسلة كتب إلا قبل أيام من موعد المؤتمر، الذي رسّخ سيطرة العلام على منظمة صارت كالشبح في السياق الثقافي المغربي.