يخوض الكاتب والمخرج اللبناني عصام بو خالد (الصورة) مجدداً تجربة عمله «عالم بلا صوت» التي قدمها على مسارح بيروت وفي مختلف المناطق والبلدان العربية بين عامي 2007 و2009. ها هم الممثلون يعودون اليوم، لكن ليس على خشبة بل على مساحة خضراء ضمن نشاطات «مهرجان حرش بيروت». هناك، ستقدم المسرحية غداً بين الساعة 5 و7 مساء. المميز في هذا العمل، كما بات معلوماً، هو إقامة دمج اجتماعي بين فئات همّشت لأنها تعاني مشاكل في السمع، وبين الأناس العاديين الذين يشكّلون جزءاً من ذلك المجتمع الذي ينظر إلى هؤلاء نظرة دونية. الممثلون الـ 16 الهواة الذين أصبحوا في ما بعد محترفين يشكلون قوام فرقة «ديسيبل»، سيحثون المشاهدين على خلق نقد ذاتي في نظرة المجتمع الدونية الى هذه الشرائح والإيمان بأنهم أفراد فاعلون ومنتجون داخل بيئتهم. في هذه المسرحية، عمد الممثلون الى إلغاء لغة الإشارات والإيماء التي تعوّد الناس على رؤيتهم يتخاطبون بها وإلى اختراع لغة ثالثة وسيطة بين هاتين الشريحتين، بحيث تصل الرسالة بطريقة أكثر فعالية. القصة تدور حول زوجين يعانيان مشكلة في السمع وينجبان طفلاً، سرعان ما يكتشفان أنه أصمّ أيضاً.
سيكون مصيره القمامة كصورة رمزية عن التهميش الذي تعانيه هذه الفئة. وبعدها، تبدأ مجموعة قصص تجسد معاناة هؤلاء مع المجتمع والنظرة النمطية الدونية إليهم التي تتلخص في إبراز شعور الشفقة تجاههم وتقويض إمكانات وقدرات هذه الفئة حتى لو كانوا متفوقين في مجالات عدة. يبقى مصيرهم كما تروي الحكاية لأعمال تصل الى التسوّل والتنظيف لا ترضي طموح أيّ منهم. وتبقى الرسالة الرمزية التي يختصرها المخرج بوضع هذا الطفل الأصم ليعيش على سطح القمر، علّه يجد طريقاً للعيش خارج هذا المجتمع الذي لا يقبل الاختلاف. العمل استقطب الآلاف من المشاهدين من دون إقامة أي حملة دعائية له، ويبقى الانتظار لوقت العرض لمعرفة ما إذا كان فعلاً سينجح في عملية الدمج، وخصوصاً أنّ «حرش بيروت» يسمح بمساحة تفاعلية مع الممثلين بعدما نجح العمل في عملية الدمج التواصلي بين المشاهد والممثل الذي يعاني مشاكل عضوية.