لا وقت للتلفزيون عند جورج خبّاز. بينما تعرض lbci الحلقات الأخيرة من «القناع» للكاتب جبران ضاهر وإخراج شارل شلالا، لا يضع الممثل الكوميدي نص عمله «كبرت البنّوت» الذي تحدث عنه قبل مدة، على نار حامية، وخصوصاً أنه منهمك في تصوير فيلمه «غدي» للمخرج الشاب أمين درّة، في ثالث تجاربه السينمائية بعد «سيلينا» للمخرج حاتم علي و«تحت القصف» للمخرج فيليب عرقتنجي. كما حجز موعداً مع جمهور مسرحه منذ الآن لتقديم عمل جديد مطلع كانون الأوّل (ديسمبر) المقبل.
يوضح خبّاز لـ«الأخبار» أن «نصّي وحضوري كممثل في «غدي»، هو في أيد أمينة مع أمين درّة، فهو قادر على ترجمة أفكاري مشهدياً»، علماً بأنّ درة هو مخرج أول ويب دراما «شنكبوت» الفائز بجائزة «إيمي» العالمية. يدور فيلم «غدي» داخل أحد الأحياء الشعبية في بيروت. يحتشد أكثر من تسعين ممثلاً وممثلةً لتقديم فيلم، حيث أكثر من نصف شخصياته يؤدون أدواراً أساسية، منهم القدير أنطوان ملتقى، والكاتبان منى طايع وكميل سلامة اللذان نجح خبّاز في إعادتهما إلى التمثيل، ثم أسعد حداد وكريستين الشويري وأنطوان الحجل. ومن كواليس تصوير «غدي»، يضيف صاحب شخصية «قرياقوس»: «رُصدت ميزانيّة ضخمة للفيلم، ونتوقع أن يأتي مختلفاً عن الأفلام اللبنانيّة الضعيفة التي عرضت أخيراً في الصالات». لكن ماذا عن تجربة نادين لبكي التي ساهمت في دفع الجمهور العربي إلى مشاهدة الفيلم اللبناني؟ يعترف خباز بأن «لبكي حالة خاصة، تمكنت من تحقيق المعادلة الصعبة في تقديم عمل سينمائي يوازن بين إرضاء الجمهور ولجان المهرجانات الدولية في آن معاً». ويضيف «نادين صالحت الجمهور مع الفيلم اللبناني الذي قدمته في ظاهر بسيط، لكن يكمن في تفاصيله عمق المضمون الفكري». ويعود إلى فيلمه الذي يروي «قصة الحي الشعبي، ويغوص في نظرته المتخلفة إلى قضايا عدة، من بينها الانتماء الديني والسياسي ثم الشكل الخارجي وذوي الاحتياجات الخاصة». يعرّفنا الفيلم إلى غدي، وهو صبي من ذوي الاحتياجات الخاصة. من خلال هذه الشخصية، يطرح خباز جملة علامات استفهام: «كيف ننهض بالمجتمع إذا كنا لا نتقبل أبناء البشرة السمراء ونطلق عليهم وصف «عبيد»؟ ونرفض ذوي الاحتياجات الخاصة ونسميهم «معاقين»؟ ونعتبر أنّ من ينتمون إلى غير ديننا هم «كفّار»؟ من أين سنأتي بالسلام إذا لم نكن متصالحين مع الإنسان الذي لم يختر دينه أو مرضه أو أهله؟».
لن يبتعد خبّاز عن هذه الفكرة في مسرحيته المقبلة. يقول: «نظرتنا الدونية إلى بعضنا البعض كطوائف تمنعنا من التقدم كعرب عامة ولبنانيين خاصة، وسنقدم العمل في قالب ساخر من دون المسّ بأيّ من الطوائف، وانطلاقاً من مبدأ احترام الآخر وتقبله من أجل النهوض بالوطن والشعب».
يخطط خباز لتوزيع نشاطاته بين المسرح والسينما والإعلانات التجارية والدراما التلفزيونيّة. هكذا يأتي انشغاله في تصوير «غدي» في فترة يطل فيها في مسلسل «القناع» مع كارمن لبس وجورج شلهوب. يؤكد أنه راضٍ نسبياً عن العمل، لافتاً إلى «أننا اعتدنا في الدراما اللبنانيّة تسطيح الشخصيّات، بينما شخصيّة أشرف التي أؤديها، يكتشفها المشاهد في الحلقات الأخيرة». يقول: «توقّعت أن يثير دوري جدلاً في الأوساط الصحافيّة، واستغراب البعض»، معرباً عن اعتقاده بأن «العمل يستحق فعلاً الدخول إلى الساحة العربيّة من الباب العريض». وحتى لو لم تكن القصّة واقعيّة، لا يرى خبّاز الأمر نقطة ضعف، إذ «اشتقنا للقصص الشكسبيريّة، وجميل أن نشطح في الخيال، لنرى شخصيّات يشكل القناع الخارجي أو النفسي جزءاً من حياتها». لكن، هل سيبعده التلفزيون والسينما عن المسرح؟ يجيب: «لن أهجر المسرح. لقد صرت مدمناً على الوقوف على الخشبة التي غيّرت حياتي وصقلت شخصيتي». لكن ألا يمتعض من تسمية مسرحه بالتجاري؟ يجيب سريعاً: «هناك ثلاثة أنواع من الأعمال الفنية، الأول تجاري، والآخر نخبوي والثالث هو الفن الذي يحقق معادلة دمج المضمون والنوعية ضمن قالب تجاري شعبي يحترم عقل الجمهور... واجبنا يتمثل في نشر أعمال تسهم في نقل هويتنا اللبنانية الحضارية الصحيحة. لبنان ليس مرتعاً للدعارة والمخدرات، والمرأة اللبنانية ليست معروضة للاستثمار، علينا نحن أن نقلب الصورة السيئة التي نشرها غيرنا من خلال بعض المسلسلات والأفلام والأغنيات المسيئة لنا كشعب». يستعدّ خبّاز لدخول بروفات عمله المسرحي الجديد، الذي لم يضع عنوانه بعد، لكنّه حسم أبطاله، وأبرزهم: سينتيا كرم، جوزيف أصاف، لورا خباز، غسان عطيّة، بطرس فرح، وسيم التوم وغيرهم.



عن «الزعيم» و«براءة المسلمين»

في ظل التصريحات المنتشرة عن فيلم «براءة المسلمين»، يعرب خبّاز عن اشمئزازه مما يصفه بـ«العمل الشنيع والمستنكر، فليس مسموحاً المساس بالرموز الدينية وبالأنبياء والرسل». وبعد أيام على صدور الحكم ببراءة عادل إمام من تهمة الإساءة إلى الإسلام، يستغرب خبّاز الأمر، قائلاً «لا أحد يزايد على انتماء «الزعيم» إلى الدين الإسلامي، هو انتقد مظاهر التطرف بشكل محترم لا يمسّ أيّ رمز من رموز الدين».