في عام 1953، انطلقت مسابقة انتخاب ملكة جمال لبنان. قد لا يعرف كثيرون أنّ ليلى صاروفيم أول لبنانية تربعت على العرش، وقد ارتفعت سمعة اللقب مع انتخاب الملكة جورجينا رزق ملكة جمال الكون عام 1971. كان حفل انتخاب الملكة يقام تحت إشراف رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة أنطوان مقصود، لكن هذا العام سلبت وزارة السياحة التاج منه ووضعته بإمرتها حتى عام 2014، فكيف تمت تلك الخطوة؟ بعد انتهاء الحرب اللبنانية وهدوء الاوضاع، وتحديداً في التسعينيات، عادت وزارة السياحة تدريجاً لتضع ثقلها في حفل انتخاب الملكة. وفي أيام وزير السياحة السابق نقولا فتوش الذي ترأس الوزارة من عام 1992حتى 1998، سحب الوزير من الدرج قراراً يقضي بتولي وزارة السياحة مهمات الملكة والإشراف على الحفل من الألف إلى الياء.
بدأت الوزارة تضع يدها تدريجاً على المسابقة، وتتخلى عن خدمات اللجنة المنظمة. لكن هذا العام، ستؤدي وزارة الإعلام دوراً واضحاً في انتخاب الملكة الذي يقام في 29 الشهر الحالي تحت عنوان «لترجع أيام العز»، في إشارة إلى أنّ الملكة ستكون مختلفة عن سابقاتها، وقد تذكّر بأيام عزّ جورجينا رزق.
أول خطوة قامت بها وزارة السياحة عند تفعليها قرار الإشراف على الحفل هي إلغاء «ميس توب موديل» و«ميس بيكيني»، وركزت كل اهتماماتها على ملكة جمال لبنان وملكة جمال المغترب. أما الخطوة الثانية التي انطلقت بها الوزارة، فقد تمثلت في تشجيع الفتيات على الترشّح للقب بعد الاستعانة بنساء مجتمع بارزات للمساعدة في اختيار الفتيات المتقدمات للمسابقة.
تشنّ منى فارس، مديرة الإنماء السياحي في وزارة السياحة والمكلفة مهمة الإشراف على حفل الانتخاب، هجوماً مبطناً على أنطوان مقصود. ترى أنّ الأخير قد سجّل الحفل في وزارة الاقتصاد، في حين أنّ قوانين وزارة السياحة تفرض على أي حفل يقام على الاراضي اللبنانية أن يأخذ ترخيصاً من وزارة السياحة. ويتردد في الكواليس أنّ وزارة السياحة سلبت مقصود سلطته على المسابقة، وهو اليوم يعتصم بالصمت، منتظراً انتهاء حفل الانتخاب كي يطلق تصريحاته النارية، خصوصاً أنّه يرى أنّه حُرم من الحفل بعدما رفع شأنه وأوصله إلى ما هو عليه اليوم.
هذا العام، ما يميز حفل انتخاب الملكة الذي يعرض على شاشة LBCI أنّ الجمهور لن يؤدي دوراً في اختيار الجميلة عبر إرسال رسالة نصّية قصيرة كما جرت العادة. القرار الأول والأخير سيكون للجنة التي لم يكشف الستار عنها بعد، فيما تُحسب النتائج بناءً على إطلالة المشتركات في المايوه وعلى المسرح، وكذلك بناءً على جوابهن عن السؤال السريع. كذلك فإن الملكة سيكون لها دور وطني عبر الترويج للبنان من خلال الدعايات التي تقوم بها وزارة السياحة. ورغم تشجيع جورجينا رزق الفتيات للتنافس على اللقب عبر دعاية عرضتها LBCI، وكانت دعاية مجانية لم تتقاضَ جورجينا أجرها المادي، لم يتخطّ عدد اللواتي وصلن الى التصفيات هذا العام 18 فتاة.
تشعر وزارة السياحة بالمسؤولية تجاه اللقب، ولم تنس الانتقاد الواسع الذي تعرضت له ملكة جمال لبنان 2011، يارا الخوري مخايل، بعدما صرّحت الأخيرة في أحد اللقاءات بأنّها تفضّل الكونغو لأنّها أكثر هدوءاً وأقل ضجيجاً وفوضوية من لبنان... هذه الصراحة لم تعجب كثيرين، وسرعان ما شنّوا حملة عليها. على أثر هذا التصريح، أنشئت صفحة «الشعب يريد ملكة جمال حلوة شوي» على فايسبوك تولّت الهجوم على الملكة الحالية بشتى أنواع الأسلحة ووصفها بأبشع العبارات. وقد ارتفعت حدة التعليقات في ذلك الموقع بعد انتخاب اللبنانية ريما فقيه ملكة جمال أميركا 2010، ونيل جيسيكا قهواتي لقب ملكة جمال أستراليا للعام الحالي، في حين أنهما لم تنجحا في مسابقة ملكة جمال لبنان... فهل تكون لجنة التحكيم هذه الدورة أكثر مهارة في التوفيق بين الملكات الجمالية والفكرية معاً؟ الجواب بعد أيام!



حفل انتخاب ملكة جمال لبنان: 20:30 مساء 29 أيلول (سبتمبر) على LBCI