ناشطو المجتمع المدني مجدداً في مواجهة العسكر! أمس، تحولت الأنظار من متابعة ما يحصل داخل اجتماع اللجان النيابية لدرس مشروع قانون الانتخابات في البرلمان الى الإشكال الذي وقع في ساحة النجمة. هناك، تعرضت مجموعة من المدونين والناشطين الحقوقيين والمدنيين الى الضرب بأعقاب البنادق من قبل عناصر في الجيش اللبناني بعدما صودرت هواتف بعضهم. كذلك، مُنعت وسائل الإعلام المتواجدة داخل المجلس من تغطية ما يحدث في الخارج.
في مبادرة من «الحملة المدنية للإصلاح الانتخابي» التي تضم جمعيات من المجتمع المدني، تجمع عدد من الناشطين والناشطات في زي موحّد وشكلوا سلسلة بشرية حول المجلس النيابي من أجل الضغط لإقرار الإصلاحات الانتخابية ومنها حق الانتخاب لمن يبلغ سنّ 18، واعتماد النسبية كقانون انتخابي في كل لبنان، بالإضافة الى تعزيز الكوتا النسائية. تعمّد النشطاء إقامة التظاهرة بشكل مباغت بسبب عدم جدوى أخذ تصريح بالاعتصام داخل ساحة النجمة، بما أنّ ذلك محظر تماماً. لكن ما كان من شرطة المجلس وعناصر الجيش اللبناني الا أن أبعدتهم بالقوة وبطريقة وصفت بـ«الهمجية»، وصادرت هواتفهم وكاميراتهم ومسحت الصور المتواجدة عليها. وكانت حصيلة ذلك إصابة عدد من الناشطين والمدونين بجروح منهم: المدون والمصور أيمن دندش، والحقوقية زينة الأعور، والصحافي والمدون أسعد ذبيان الذي روى لـ «الأخبار» كيفية تعرّضه للضرب بأعقاب بندقية أحد عناصر الجيش لدى تصوير تحرّكهم بهاتفه الخاص. ولدى السؤال عن تحدي قرار حظر التجمع أمام ساحة النجمة، يقول ذبيان إنّ المجلس هو ملك للشعب اللبناني وكان ضرورياً أن «نوصل الصوت الى النواب أمام معقلهم»، مضيفاً «لو كنّا ننتمي الى جهة سياسية، لكانوا رأفوا بنا لكننا مجموعة شبان مستقلين». الناشطون مستمرون في معركتهم وعند الواحدة من ظهر اليوم، سيحتشدون في ساحة رياضة الصلح للتأكيد على حقهم في التجمع السلمي.