هل سيقتصر التجديد في شبكة برامج الخريف في Otv على الديكورات فقط أم أنّها ستحمل تغييراً في المضمون، يجعلها قادرة على منافسة الشاشات اللبنانيّة؟ ما بات محسوماً أنّ الديكورات هي التي ستحمل الشكل المختلف، ومعظمها يتميّز بالأناقة والضخامة والجاذبيّة لكنه رهان لا يكفي للنهوض بالقناة، إذا لم يترافق مع اهتمام بالمضمون، خصوصاً أن بعض العاملين في الوسط الإعلامي يعتبرون أن كثيرين ممن يظهرون على الشاشة البرتقاليّة لا يملكون مواصفات تؤهّلهم لذلك. مع ذلك، تعد المحطة أنها سترتدي حلة جديدة. وتنطلق في سهرة الجمعة المقبل مع أولى حلقات برنامج «محامي الشيطان» مع زياد نجيم. يستكمل الإعلامي اللبناني كشف أوراق الحرب اللبنانيّة، في حوارات يحلّ عليها شهود على المرحلة.
ولعل برنامج صاحب «الشاطر يحكي» هو الوحيد الذي يحمل طابعاً جديّاً بين البرامج الجديدة، لأنّ حصة الأسد تحتلها كالعادة البرامج الترفيهيّة والمنوعات «بغية جذب الجمهور المتذوق ذي الخيار الصعب» كما يصفه مدير البرامج باتريك باسيل في حديثه مع «الأخبار»، معتبراً أنّ القناة تنتهج أسلوب البحث عن أفكار جديدة، وتبتعد عن استنساخ البرامج الأجنبيّة. كأنّ تهرّب المحطة البرتقاليّة من هذه البرامج أمر متعمّد وليس هرباً من شراء حقوق تكلّفها مبالغ طائلة.
إذاً، تعتمد المحطة على إنتاجها الخاص في البرامج الترفيهية التي تصل إلى حدود 80% من إجمالي إنتاجاتها، غير أنها تؤجل الخوض في الإنتاج الدرامي، خصوصاً أنّ غالبية ما قدمته من مسلسلات، لم يحقّق نجاحاً، علماً أن بعض الإنتاجات يعد من أفضل ما قدّم في الدراما المحليّة. لكن الإنتاجات اللبنانيّة والسوريّة ستحضر على الشاشة في عروض ثانية منها «من أجل عينيها» من كتابة جان قسيس وإخراج فؤاد سليمان، والمسلسلات السوريّة أيضاً. ويستبعد باسيل دخول القناة في لعبة عرض المسلسلات التركية التي تعتمد عليها غالبية الفضائيات اللبنانيّة والعربيّة «لأن شبكة البرامج عندنا تخضع لتقييم موسمي إداري».
ووفق هذا التقييم، اتفق على إيقاف برنامج «لول» الذي شهد تراجعاً كبيراً في نسبة المشاهدة في الآونة الأخيرة.
الرهان الأهم في الشبكة الجديدة، سيكون على برنامج «فيل أور نو فيل» (الأحد، 21:15) الذي يعتبر من الإنتاجات الأكثر كلفة، وضع فكرته شربل زيادة ويتولى تقديمه وسام صباغ الذي استمر طيلة العامين الماضيين في تقديم برنامج «خدني معك». يستقبل الممثل الكوميدي في برنامجه الجديد، مشاهير من مجالات مختلفة، سيقومون «بخداع» الجمهور الموجود في الاستوديو ويحاولون إقناعه بصحّة ما يقولونه، ومهمة الجمهور التصويت للأكثر قدرة على الإقناع في أجواء من المرح والمنافسة. كذلك، سيخلع طارق سويد زيّ البرامج الحوارية الفنية ليقدم «ستروبيا»، برنامج ألعاب يقوم على المنافسة والتشويق. خاف الممثل الذي فتحت له القناة أبواب التقديم أن يكرر نفسه في البرامج الحواريّة، فانتقل إلى برامج الألعاب التي عادت أخيراً على «المستقبل» مع رزان مغربي في «طنة وغني»، وlbci مع جوزيان الزير في «شخصيّة وغنيّة». كما يعود رودولف هلال ورجا ناصر الدين لتقديم برنامجهما «Sorry بس» في موسم ثان، ومع ديكور ومضمون جديدين انسجاماً مع «النفضة» الجديدة. كذلك، تخوض عارضة الأزياء السابقة ناتالي فضل الله تجربة التقديم عبر برنامج «موديل شو» الذي يقوم على تنافس 20 عارضاً وعارضة أمام لجنة تحكيم مؤلفة من متخصصين. البرنامج يندرج في إطار برامج تلفزيون الواقع، حيث يتابع الحياة اليومية للمشتركين وتطورهم عبر الحلقات كما يقول باسيل.
وسيكون للمراهقين حصتهم عبر تجديد برنامج الهواة الغنائي Talenteen. وهذه المرة، سيشهد الموسم الثاني تغييراً لجهة الشكل والمضمون والتقديم ولجنة التحكيم. مقدمته لن تكون مايا نعمة مشتركة «ستار أكاديمي»، بل كالين جزرا وهي زوجة إدي جزرا، وهو مستشار في OTV، والسؤال هنا: هل تدخلت الوساطات لإخراج نعمة؟
كذلك سيُعرض برنامج «ما منختلف» الوثائقي الدرامي (مدة كل حلقة 30 دقيقة) الذي يوثق قصصاً بطولية عن أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن حققوا نجاحات في حياتهم، رغم تهميش المجتمع (إعداد وتقديم رولا الحلو). أما في البرامج السياسية، فيستمر جان عزيز في «بين السطور». يلفت باسيل إلى أنّ المحطة لم تستقدم وجوهاً إعلامية من الخارج، لأنها تؤمن بإعلامييها. وكما بات معلوماً، لن تتزامن النفضة الجديدة مع التغيير المرتقب للحلة الخارجية الخاصة بالشاشة البرتقالية (Relooking) التي واجهت العديد من الخضات خصوصاً في القسم السياسي، الأمر الذي وصفه باسيل بالمشاكل الاعتيادية التي تشهدها أي قناة، منتقداً تناولها الإعلامي بشكل مبالغ به. هو يعتبر أنّ ما حدث سببه أنّ جسم المحطة «لبيس» لكونها محسوبة على تيار سياسي. ويكشف أنّ بداية العام المقبل ستحمل تغييراً جذرياً يتمثل في تبديل شعار القناة والالوان المعتمدة فيها، لتكون إطلالتها متجدّدة. إذاً، تخوض OTV معركة حاسمة، فهل يطرق «الإصلاح والتغيير» باب المحطة مطلع العام المقبل؟