بعدما انتشرت الإعلانات والملصقات العنصرية الموالية لإسرائيل في أنفاق مدينة نيويورك الأميركية (الأخبار ٢٦/9/٢٠١٢)، قرّرت منى الطحاوي ممارسة حقّها في التعبير والاعتراض عليها بطريقة سلمية. هذه المرّة، لم تختبر الصحافية والكاتبة (1967) القمع والاعتقال على أيدي قوات الأمن المصرية، كما حصل معها العام الماضي خلال أحداث شارع محمد محمود، بل إن مَن منعها من التعبير عن رأيها وكبّل يديها بالأصفاد واقتادها الى السجن هم عناصر شرطة نيويورك.
الصحافية المصرية ـــ الأميركية، التي تكتب دورياً في صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أرادت أن تعترض على عنصرية هذه الإعلانات التي تروّج لفكرة أنّ الإسرائيليين هم «المتحضرون»، ومن يعاديهم هم «همجيون متوحشون». وها هي تقرر لدى عبورها أحد أنفاق محطات نيويورك أن ترشّ «سبراي» زهري اللون على أحد هذه الملصقات الإعلانية، احتجاجاً على مضمونه... ومن هنا بدأت القصة.
«ما أقوم به يندرج ضمن حقي في التعبير عن رأيي بحرية تماماً كالإعلان»، أجابت الطحاوي امرأة من المارّة اعترضت على عملها الاحتجاجي، كما يظهر شريط الفيديو الذي نشرته صحيفة «نيويورك بوست» أمس. لكن الطحاوي أصرّت على رشّ الإعلان بالسبراي، رغم إعاقة المرأة لها ووقوفها حاجزاً أمام الملصق ثم احتكاكها بالطحاوي جسدياً. «لديّ الحق في التعبير عن رأيي بطريقة سلمية. لا تقومي بالدفاع عن العنصرية» توجّهت الطحاوي بغضب إلى المرأة التي اعترضتها. وما هي إلا لحظات حتى أقبل عنصران من شرطة المدينة مع كلبهما، وعمدا الى توقيف الطحاوي وكبّلا يديها بالأصفاد، ثم اتهماها برشّ الدهان على السيّدة. ولم تنجح محاولات الطحاوي في الاعتراض على عملية توقيفها والاستفسار عن سبب الاعتقال. إذ اقتيدت الى خارج المحطة وهي تصرخ «أنا مواطنة مصرية أميركية وأرفض الكراهية... انظروا كيف يعامل المحتجون السلميون في أميركا عام ٢٠١٢!».
لاحقاً، قالت الكاتبة عبر حسابها الشخصي على تويتر إن الشرطة أفرجت عنها بعدما احتجزتها ليلة كاملة، وإنها قد تدان بارتكاب «جنحة»! يذكر أنّ الطحاوي ناشطة في مجال حقوق المرأة وكاتبة رأي في صحف غربية عدة، وقد عملت سابقاً مراسلة لوكالة «رويترز» في القدس المحتلة قبل انتقالها الى الولايات المتحدة.