عشية حفلته المرتقبة في «أسواق بيروت»، التقت «الأخبار» بأرتورو ساندوفال (1949) الذي تحدّث عن آلة الترومبت التي ترافقه منذ 51 عاماً، لكن هل هناك آلات أخرى تحبّ العزف عليها؟ يجيب: «لدي شغف كبير بالبيانو أيضاً. وعندما أكون في المنزل بعيداً عن الجولات، أعزف على هذه الآلة يومياً. أحب آلات القرع أيضاً والبوق الفرنسي». وحين نسأله عن ديزي غيلسبي، الذي ترك أثراً كبيراً في موسيقى ساندوفال، يقول: «أدين له بمسيرتي وبحياتي أيضاً.
أنقذني وقدّم إلي الفرصة للعزف وللقيام بجولات معه. وهذا ما أدّى بي للهجرة الى الولايات المتحدة. حررني من القمع والديكتاتورية، حيث كان بالامكان أن أُسجن لمجرد الاستماع الى موسيقى الجاز في الراديو. ديزي كان موسيقياً عبقرياً وبطلي ومبتكر الـ Bebop. هو عازف ترومبت مذهل أيضاً، ابتكر أسلوباً موسيقياً في حقبة كان الناس فيها يعزفون أمراً مختلفاً. أظهر طريقة جديدة للارتجال. اشتقت اليه كثيراً». بعد مرور عقدين تقريباً على وفاته، ما زال ساندوفال يعبّر عن إعجابه الكبير بهذا الفنان. وقد أصدر أخيراً ألبوم Dear Diz الذي أراده تحيةً إليه. يشرح ساندوفال: «الألبوم عبارة عن مجموعة كلاسيكيات من أعمال ديزي الهائلة، موزّعة مع فرقة موسيقية كبيرة، كما يتضمن بعض المفاجآت. وهو يضمّ أيضاً مقطوعتي الخاصة «عزيزي ديز، أفكّر فيك كل يوم» التي أعارت عنوانها للألبوم».
إضافة الى الجاز، غاص ساندوفال في مختلف أنواع الموسيقى، فهل هذه طريقة لرفض الافكار السائدة التي تصنّف دائماً العازف الكوبي في خانة موسيقى السلسا واللاتينو؟ «أنا موسيقي ومحبّ لجميع أنواع الموسيقى. ولا أحب أن أحدّ نفسي في نوع واحد. وبطبيعة الحال، إن الجاز حبّي الأول. أجيد الموسيقى الكلاسيكية. وأعتبر أنّ التانغو والبوليرو والجاز موسيقى واحدة. أعني طبعاً الموسيقى الجيدة». والآن، نأتي على حفلة بيروت، فماذا يضمّ برنامج الليلة؟ يجيب: «ستكون هناك مجموعة من المقطوعات التي ألّفتها، وسأقدّم أداءً خاصاً لمؤلفات ديزي غيلسبي الكلاسيكية». يعود إلى غيلسبي والنصيحة التي أعطاه إياها ويرغب في تمريرها إلى أي موسيقي جاز مبتدئ: «كان ديزي يقول دوماً إن من الأفضل تعلّم الموسيقى عبر البيانو. سماع الـHarmonies (ائتلاف النغمات) على هذه الآلة وتعلّمها أمر ضروري لكل موسيقي يريد أن يبرز في عالم الجاز». وأخيراً، نذهب إلى شخصيته التي جسّدها أندي غارسيا في فيلم
For Love or Country الذي أنجز عام 2000، هل كان أرتورو راضياً عن الشريط؟ يختم: «كان شرف لي أن يُصَوّر فيلم عن حياتي. وقد أُنجز بطريقة ممتازة. كنّا أنا وزوجتي مستشارين في العمل، وشعرت بالسرور لأنهم طلبوا مني أن أكتب موسيقى الفيلم كاملاً. وهذا ما جعله مميزاً بالنسبة إليّ. وأذكر للمناسبة أن هذا العمل الموسيقي جعلني أفوز بجائزة «إيمي»».