بعدما افتتحت دار «أرماني» فندقها الخاص في ميلانو الايطالية، حان دور Zadig et Voltaire التي ستفتتح فندقها الخاص في شارع «غرونيل» في باريس في العام 2014. الفندق الذي تبلغ مساحته ثلاثة آلاف متر مربّع، يحوي أيضاً مطعماً ومتجراً للماركة الفرنسية التي تأسست عام 1995. لكنّ القصة ليست هنا، بل في تصريحات مؤسس الدار تيري جيلييه الذي قال لصحيفة Women’s Wear Daily إنّ الفندق سيكون انتقائياً ولن يتاح لكل الناس أن يدخلوا جنّته التي تحوي أربعين غرفةً. وأعطى مثالاً على ذلك، قائلاً: «سيكون فندقاً خاصاً ولن يكون مفتوحاً لكل الناس.
سنختار الزبائن واحداً واحداً. ولن يكون مفتوحاً للسيّاح الصينيين على سبيل المثال»! الجملة الأخيرة كانت كفيلة بإشعال الجدل والانتقادات والهجوم على صاحب هذه العبارة العنصرية. ورغم أنّ قسم العلاقات العامة في الدار المعروفة سحب تلك الجملة من تصريحات تيري جيلييه.
إلا أنّه اعترف بأنّه قال شيئاً مماثلاً، مشيراً إلى أنّه أسيء فهم تيري. إذ أوضح القسم أنّ تيري قصد أن الفندق ممنوع على حشود السيّاح، وليس على جنسيات محددة. وبما أنّ هذه الزلّة الكبيرة قد تحول دون توسّع الدار في شرق آسيا، سرعان ما استدرك تيري في ما بعد قائلاً: «هناك طلبات كثيرة في باريس.
كثيرون يبحثون عن فنادق هادئة توفّر لهم جواً من الحميمية». تيري الذي تبلغ مجموع ثروته 420 مليون يورو، ويحتل المرتبة 104 في قائمة الشخصيات الأغنى في فرنسا، شرح لمجلة «فيغارو» أنّه ينوي التوسّع والانتشار في بلدان أخرى، مضيفاً «أحبّ الاستثمار على الأمد الطويل. وأرغب في فتح فروع للفندق في أوروبا والولايات المتحدة».
لكنّ العبارة التي قالها قد تقف سداً منيعاً في وجه «مطامحه»، خصوصاً متى عرفنا أنّ آسيا تحتل مرتبة متقدّمة في مجالي استهلاك منتجات الموضة والسياحة العالمية. كما أنّ هذه الزلة العنصرية تذكّر بحقبة سوداء في تاريخ البشرية خلال الثلاثينيات حين كانت شانغهاي تحت الهيمنة الأجنبية وكانت حدائقها ممنوعة على «الصينيين والكلاب»!
(الأخبار)