القاهرة | طوال الدقائق التسعين هي مدة المؤتمر الصحافي الذي أقيم أمس لإطلاق الشكل الجديد من قناة «مصر 25»، حرص كل المتحدثين على تكرار عبارة واحدة: «لسنا قناة الإخوان المسلمين». كان واضحاً أن المحطة التي تطل اعتباراً من اليوم في حلة جديدة، تريد أن تمحو كلياً الصورة التي ارتبطت في أذهان الجمهور منذ انطلاق بثها التجريبي في صيف 2011. الصورة كانت أنّها لسان حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة الاخوان.
وقتها، كانت كل برامج المحطة تسير في الاتجاه نفسه، واعلاميّوها المعروفون منهم أو الجدد، ليسوا ممن عملوا في قنوات عامة أو ممن يتمتعون بجمهور متنوّع. باختصار، عانت الفضائية من تصنيف مبكر. إذا كنتَ من مؤيدي الإخوان، فما لك سوى «مصر 25». وإذا كنت من المعارضين، فلا تصدق ما يقال فيها لأنّه دعاية. بالتالي، كانت مفارقة كبيرة أن تغيّر القناة صورتها رغم وصول الاخوان المسلمين إلى قصر الرئاسة. لكنّ القائمين عليها أدركوا أنّ المهمة ليست سهلةً، فقرروا أن يعودوا إلى الأصل كما بدا في المؤتمر الصحافي أي تقديم قناة عامة ومحافظة تجذب الجمهور من دون تصنيف. صحيح أنّ الحجاب ظلّ الزي الرسمي للمذيعات، لكن مطربة معتزلة مثل شاهيناز وشاعرة غنائية هي نور عبد الله ستظهران على الشاشة لتقديم برنامج «ست البنات» وهي فكرة تشبه برامج عديدة تقدمها القنوات المنافسة. الاعلامي معتز مطر الذي أوقفته قناة «مودرن» قبل الثورة، انتقل إلى «مصر 25» ليقدّم «توك شو» يحمل المضمون نفسه أي قضايا عامة. وهناك برامج أخرى عديدة في كل المجالات منها الفن. الكلّ في المؤتمر أكّد أنّ القناة لن تتفرّغ للدفاع عن الإخوان وأنّ المرشد العام نفسه معرض للانتقاد لأنّ «الاخوان ليسوا ملائكة» كما قال رئيس المحطة حازم غراب الذي أضاف «لكنّ الانتقاد يجب أن يكون مهنياً ولا يروّج للشائعات». فيما أكد رئيس مجلس ادارة المحطة صادق الشرقاوي أنّ كون مؤسسي «مصر 25» من الاخوان لا يعني أنّ الباب مغلق أمام مساهمين آخرين «بمن في ذلك أي رجل اعمال مسيحي يسعى للشراكة في قناة تعبّر عن مصر» وتبتعد عن الفوبيا التي أصابت الاعلام المصري. وهنا، انتقد معتز مطر أحد أبرز وجوه القناة في شكلها الجديد، جنوح بعض الفضائيات إلى الهجوم على الاسلاميين، واصفاً «مصر 25» بأنّها الأرضية التي ستجمع كل الأطراف. وعن عدم التعاقد مع المحلل الكروي علاء صادق، قال المدير العام للمحطة أحمد أبو هيبة إنّ صادق دخل في مفاوضات مع قناة أخرى وكان لا بد من حسم الموقف فتم التعاقد مع اللاعب المعتزل وائل شيتوس. مع العلم أنّ الفضائيات المحسوبة على تيارات دينية لم تهتم قبلاً ببرامج رياضية وفنية. أبو هيبة أشار أيضاً إلى أنّ لا علاقة لـ «مصر 25» بقناة «الشعب» التي يسيطر عليها أيضاً رأس مال إخواني. وتابع أنّها مستقلّة وأنّ الجمهور لن يجد صعوبة في اكتشاف هذه الاستقلالية بعيداً عن الصورة التي ارتبطت بأذهان المشاهدين.