وسط مناخ من التشنّج، والعواقب السلبية التي تركها العمل المتطفّل «براءة المسلمين»، تعالت بعض الاحتجاجات في بيروت على فيلم «فاتح 1453» للمخرج التركي فاروق أكسوي، ما يعيد على بساط البحث إشكالية الرقابة في لبنان ووصاية الأطراف الدينية والسياسية المختلفة على الفكر والإبداع. الموزّع اللبناني ما زال في انتظار تأشيرة عرض الفيلم، فيما علمت «الأخبار» من مصدر رفيع في الأمن العام أن المعنيين شاهدوا الشريط، ورصدوا ردود الفعل عليه وما ورد عنه في الاعلام، وحوّلوا الملفّ مع اعتراضات المراجع الكنسيّة على «مغالطات تاريخية يتضمّنها العمل»، إلى« لجنة الرقابة على الأشرطة المعدّة للعرض». على أن تنظر اللجنة اليوم في القضيّة، قبل أن ترفع تقريرها إلى وزير الداخليّة كي يأخذ قراره في قضيّة العرض. الحملة التحريضيّة على «فاتح 1453»، بدأها طوني خليفة في برنامجه «للنشر»، مستضيفاً الأب أثناسيوس شهوان من أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس، ثم شهد حيّ الأشرفية البيروتي قبل أيّام تجمّعاً احتجاجياً على العمل الذي يتناول فتح القسطنطينية، ودخول السلطان العثماني محمد الفاتح عاصمة الإمبراطورية البيزنطية عام 1453. فهل يحرم الجمهور من الشريط، بحجّة أنّه قد يصدم مشاعر بعض الناس؟