القاهرة ــ مجدداً، تثبت شبكات التواصل الاجتماعي قوتها في مصر. هي لم تكتف بدعم «ثورة 25 يناير»، بل امتد تأثيرها لحماية ما تبقى من مكتسباتها في الشارع. بفضلها، تمكن منظمو «مهرجان القاهرة للسيرك الدولي»، ليلة أول من أمس، من افتتاح دورته الثانية رغم مماطلات واجهتها «المورد» المنظمة للمهرجان مع جهات حكومية أرادت تعطيل افتتاحه في «ميدان عابدين». هذا الأخير اكتسب روحاً جديدة منذ نيسان (أبريل) 2011 مع احتضانه فعاليات «الفن ميدان» التي تعتبر اليوم إحدى أبرز الفعاليات الشعبية التي تقوم على روح المبادرة والعمل التطوعي والتمويل الذاتي.
دخلت مؤسسة «المورد الثقافي» في أزمة مع وزارة الداخلية ومحافظة القاهرة على خلفية رغبتها في إقامة حفل الافتتاح في الميدان. وبحسب بيان أصدرته المؤسسة أول من أمس الخميس، رفض مدير أمن القاهرة إصدار موافقة مكتوبة بالسماح بإقامة الحفل، واشترط الحصول على موافقة مكتوبة من أمن رئاسة الجمهورية، رغم أنّ أحد كبار ضباط أمن الرئاسة أبلغ منظمي المهرجان وجهاز الشرطة شفهياً موافقة الرئاسة على إقامة الحفل. لكن دعم الناشطين على فايسبوك وتويتر انتهى الى إقامة حفل الافتتاح في موعده ومكانه. وبدأت بسمة الحسيني، مديرة المؤسسة، الحدث بصرخة «الشارع لنا»، مؤكدة أنّه ليس من حق أي جهة حرمان الناس من حقوقها الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
وشهد الافتتاح فقرات من السيرك الشعبي المصري، وعرضاً لمدرسة الدرب الاحمر التي تشرف عليها «المورد» لتعليم أطفال الحي الشعبي فنون السيرك والعزف على الآلات الإيقاعية. وبحسب الحسيني، تقوم فلسفة المهرجان على إحياء روح الترفيه البسيط الذي يتقبله معظم المصريين، وتقدم فعالياته مجاناً في الشوارع والساحات. وتؤكد الحسيني أنّ «وجود هذا الفن يعمل على رفع الروح المعنوية وتقوية قدرتنا على التعايش وتقبّل الاختلاف. وقد يكون لهذا الفن البديل أكبر تأثير في محاربة صور العنف التي تحتل الجرائد ونشرات الأخبار».