«نهضة، ثورة، صحوة، وحدة... عناوين وشعارات تحولت الى أهداف ومقاصد تهفو اليها قلوب، وتكدح نحوها شعوب»، بهذه العبارة افتتح مدير «معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية» الشيخ شفيق جرادي مؤتمره «دور القرآن في نهضة الأمة الاسلامية ووحدتها» الذي اختُتم قبل أيام في بيروت. من لبنان، المكان البالغ الدلالة بتعدده الفكري والديني والمذهبي، كان النداء.
نداء جاء نتاج يومين التقى فيهما علماء من ايران والقاهرة والعراق ولبنان، وقدّموا رؤيتهم إلى الصلة الوثيقة بين القرآن ونهضة الأمة ووحدتها. انطلق المحاضرون من واقع الأمة العربية والاسلامية واصفين اياها بالمشتتة والغافلة بعدما اعتبروا أنّ أحد أسباب هذا الواقع «يعود إلى هجران القرآن».
«فقدت الأمة قدرتها على ابداء أفعال مدروسة تجاه التحديات، وهذا ما يبرز احتياجنا للاصلاح في مناهج التربية والتعليم واجراء قواعد البحوث العلمية لتطوير هذه الأمة» قال رئيس «ديوان الوقف الشيعي» في العراق الشيخ صالح الحيدري، لتؤكد كلمة المفتي الجعفري في لبنان أحمد قبلان على كلام الحيدري. وقد استشهد قبلان بتجربة «الجمهورية الاسلامية الايرانية الناهضة بنسختها القرآنية» التي توالت على تقييمها الدول الغربية. تميّز المؤتمر بحضور من بلدان اسلامية عدة. كانت الكلمة الايرانية على لسان المستشار الأعلى للامام الخامنئي آية الله الشيخ محمد علي التسخيري عن نظرية الفطرة الانسانية بعدما اعتبر أنّ هناك انسجاماً رائعاً بين الهداية التكوينية والهداية التشريعية وهما اللذان صنعا التاريخ.
خلال يومي اللقاء، قدم العلماء أبحاثاً قيمة ومداخلات أكدت «أنّ القرآن هو محور اجتماع الأمة والالتفاف حول مفاهيمه العظمى وأمل التغيير الأكبر في العالم». وهذا ما شدد عليه سعد الدين الهلالي ممثلاً كلمة الأزهر الشريف. قال: «دعا القرآن الى الوحدة، لكن المشكلة أن يأتي قوم يعتبرون أنهم يعرفون الحقيقة المطلقة. سوء الظن في الآخرين أو اتهام الآخرين بالتكفير تهم تفرق ولا تجمع».
«المقاومة والجهاد في سبيل الله» مفهومان حضرا أثناء المداخلات والنقاشات: «المقاومة فاجأت برؤيتها القرآنية الجميلة، وكانت بذلك أقوى من السلاح، وبرهنت أنه يمكن بالقلة الاشعار على الكثير بسبب هذه الرؤية» قال نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، بعدما تطرق مع المحاضرين الى موضوع الاساءة إلى الرسول، و«ضرورة توحد المسلمين لمواجهة هذا العمل المشين» في ظل التأكيد الدائم بأنّ القرآن الكريم هو السبيل للحياة العادلة والكريمة...