ليس صحيحاً أنّ النجمة التركية بيرين سات المعروفة بـ«فاطمة»، ستكون من نجمات هوليوود الشرق في رمضان المقبل. المنتج حسام شعبان نفى في اتصال مع «الأخبار» الشائعة التي انتشرت أخيراً وأثارت ردود فعل متناقضة على الساحة المصرية. المفارقة أنّ مَن روّج الخبر كتبه بتفاصيل شبه كاملة حتى بدا مقنعاً للجميع: الممثلة التركية الذائعة الصيت في العالم العربي، تلقت عرضاً من شركة «كينغ توت» لأداء بطولة مسلسل مصري يحكي عن قصة حب بين شاب مصري وفتاة تركية يتقابلان على متن باخرة.
دراما رومنسية من الطراز الأول، وموعد العرض في رمضان 2013 والعمل في طور الكتابة! لكنّ صاحب التفاصيل لم يذكر ما إذا كانت ستتم دبلجة صوت فاطمة إلى المصري، أو ماذا سيحدث بالضبط كي يصدق المشاهد قصة الحب هذه.
غير أنّ نفي حسام شعبان للخبر جعل البحث عن التفاصيل أمراً بلا جدوى. أكّد شعبان أنّ الأمر لم يعدُ مجرد فكرة لكسر حالة الصراع بين الدراما المصرية والتركية، كما حدث بين المصرية والسورية. لكن المهمة هناك مختلفة على حد قوله. في ثنائية القاهرة/ دمشق، كان سهلاً أن يشارك ممثلون سوريون في أعمال مصرية، رغم حركة المعارضة التي فشلت في الاستمرار قبل سنوات. بالتدريج، بات عادياً أن يشارك المصريون في أعمال سورية، ولم يعد أحد يهتم بحساب نسبة وجود الفنانين العرب، مهما كانت جنسياتهم في الأعمال المصرية. لكنّ الوضع مختلف بالنسبة إلى الأتراك. وقد أكّد حسام شعبان أنّ الشركة ستعمل على تنفيذ مشروع التعاون إذا رأت أنّه سيجذب المشاهدين. تصريحات شعبان انتهت إلى هذا الحد. لكن ما رصدته «الأخبار» هو حالة من الغضب العارم في السوق الدرامية المصرية تجاه الخبر الكاذب، فالكلّ خائف من تنفيذ الفكرة لاحقاً، وخصوصاً أنّ الدراما التركية اكتسحت المشهد باستثناء شهر رمضان، حتى إنّه باتت هناك قنوات مصرية مخصصة للدراما التركية. قناة «الحياة» مثلاً تقدم برنامج «الحياة تركي»، حيث تستضيف سالي شاهين نجوم تركيا في مواقع سياحية مصرية وتركية، وبينما طالب كثيرون بدعم الدراما المصرية بعد تفوقها في رمضان الماضي، وتراجع الدراما السورية خلال العامين الأخيرين، فوجئ المنتجون بأنّ القنوات لا تزال مصممة على حصار دراما القاهرة في أيام رمضان الثلاثين. وحتى تظهر حلول لتلك الإشكالية المستمرة منذ خمس سنوات، يبقى السؤال: هل يأتي يوم توافق فيه نجمة مصرية على أن تشاركها البطولة ممثلة تركية؟



فريد شوقي بالتركي

بالعودة إلى التاريخ، فإنّ الأفلام التي شارك فيها المصريون والأتراك، لم تنجح جماهيرياً، آخرها «فرار مومياء» (2002) لفتحي عبد الوهاب ونيللي كريم، إلى جانب مجموعة أفلام نفذها فريد شوقي في تركيا خلال فترة السبعينيات. المبرر وقتها كان تراجع السينما المصرية بسبب الحرب مع إسرائيل، لكن الآن الكل يعاني من سطوة الدراما التركية طوال العام، ما عدا شهر رمضان، والقنوات المصرية مصممة على دعم تلك الدراما بسبب رخص أسعارها، فتسير وراء «ام. بي. سي.» التي كانت أول من فتح الباب لنجوم أنقرة.