في «مترو المدينة»، صدر أخيراً ألبوم جديد ناتج من تجارب في الموسيقى التجريبية الارتجالية، وعبر تفاعل ثلاثة موسيقيين من رواد هذ النوع (الموسيقى التجريبية) وأنواع أخرى كالروك والبوب والـ«فري جاز». Under The Carpet هو العنوان الذي يحتوي على 20 مقطوعة ألّفها وعزفها من لبنان فادي طبال (غيتار إلكتريك، وستيفان ريفز من فرنسا (ساكسوفون ولاب توب)، وباييد كونكا من سويسرا (باص وكلارينيت). ارتجال في إخراج الأصوات أكثر من الارتجال في العزف على الآلة. للألبوم مزاجه الخاص كما هي الحال عادة مع الموسيقى التجريبية. الثلاثة يستخدمون آلاتهم لخلق جو من مؤثرات صوتية متناغمة، حيث يتم التركيز على الميلودي نفسها في بداية كل مقطوعة، وانطلاقاً منها، يتم الارتجال وتكثيف الضربات على الآلة وتسريع الإيقاع، بطريقة تقترب كثيراً من الموسيقى التصويرية الإلكترونية التي سادت في أفلام أواخر التسعينيات بعدما دخل الكمبيوتر كآلة موسيقية.
لا يزال الجدل قائماً حول هذه الموجة من الموسيقى، والاختلاف يبدأ حتى على مدى إمكان تصنيفها كموسيقى أو مجرد تنسيق وتركيب أصوات، قبل مستواها وقيمتها. لكن هذه الموجة تأخذ مكانها وجمهورها مع الوقت، ويستفيد عازفوها ويكتشفون طرقاً أخرى جديدة في كل مرة لاستخراج الأصوات.
في Under The Carpet، يسهم اختيار العازفين الثلاثة للآلات والأصوات في إضفاء جو هادئ نسبياً على معظم الأغاني. جو إلكتروني ناعم، تخرقه مقطوعة «لا أحد في قسم المحاسبة». ثم يعود الى الهدوء.
هذه التجربة ليست بعيدة عمّا عزفه ستيفان ريفز سابقاً مع شربل الهبر أو مع شريف صحناوي، ومازن كرباج في فرقة Anarchy TV الذي يشارك فيها أيضاً باييد كونكا. هذا الأخير خاض في الموسيقى الارتجالية في لبنان أيضاً، مع رائد ياسين وكريستين صحناوي. أما العمل فهو من إنتاج زياد نوفل المنتج الموسيقي الذي أطلق Ruptured للإنتاج عام 2008، وينشط مع غيره من الأسماء كغازي عبد الباقي، وكينده حسن (الصورة) وتامر أبو غزالة، وطوني صفير سابقاً في دعم الموسيقيين وإنتاجاتهم المستقلة البديلة والمهمشة. هؤلاء يستحقون التقدير للعبهم دوراً في إقامة هذه النشاطات والإصدارات الموسيقية الشابة الجديدة، بغضّ النظر عن النقاش في المستوى ونوع الموسيقى ومدى اقترابها من ثقافة البلد الذي تخرج منه.