منذ بدء الاحتجاجات في سوريا، صارت مواقع التواصل الاجتماعي مسرحاً للتجاذبات السياسية ووسيلة أساسية للتعبير بالمقالات والتعليقات والأخبار الميدانية، وصولاً إلى الكاريكاتور. «Comic4Syria» أو «كوميك لأجل سوريا» صفحة على فايسبوك نجحت في استقطاب نحو 10,500 معجب حتى الآن، أنشأتها مجموعة من الفنانين ومصممي غرافيكس سوريين معارضين للنظام استخدموا أسماءً مستعارة لتصوير «بطش النظام وبشاعة الواقع».
يعبّر هؤلاء عن مختلف جوانب الأزمة السورية برسوم عادية وشرائط مصوّرة. تارة، نراهم ينتقدون «وحشية القوات النظامية»، وطوراً يستنكرون «التقاعس» العربي والدولي في «مساعدة الشعب السوري»، والتدخل «السافر» لدول أخرى في شؤونهم الداخلية! كذلك، نجد رسوماً تعكس معاناة أهالي الضحايا الذين يسقطون يومياً، والمواطنين الذين يقتلون «على الهوية» على الحواجز في المناطق الساخنة. الإعلام لم يسلم أيضاً، وكان للرسمي منه الحصة الأكبر من النقد. فيما تناولت بعض الأعمال «كذب قنوات النظام»، إذ صوّر أحد الفنانين «السقطة» الشهيرة لمراسلة قناة «الدنيا» في داريا ميشلين عازار، مباشرة بعد وقوع المجزرة الشهيرة. وفيما جسّد أحد الرسومات مقتل أحد رسامي الغرافيتي في دمشق على أيدي «الشبيحة»، حرصت أخرى على انتقاد فشل المعارضة السورية في اللحاق «بتضحيات الشباب» من خلال رسم كتب عليه: «معارضة في السبعين، ثوّار في العشرين».