القاهرة | رغم مرور قرابة عامين على الثورة، لا تزال كل المشاريع الفنية المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين بعيدة عن قبضة الجماعة الإسلامية الأشهر في العالم، التي وصل أحد أفرادها إلى رئاسة مصر قبل ثلاثة أشهر.بعد أسابيع على الثورة، أعلنت شركة «المها» الكويتية بالتعاون مع شخصيات إخوانية بارزة في مصر نيتها اطلاق مسلسل وفيلم عن مؤسس الجماعة حسن البنا، لكنّ المشروع تعطّل إلى أجل غير مسمّى من دون تفاصيل، رغم حضور الممثل السوري رشيد عساف إلى القاهرة، والإعلان عن نيته تجسيد البنّا. لكنّ السيناريست وحيد حامد عاد مجدداً ليؤكد أنّه مستعد للجزء الثاني من مسلسله المثير للجدل «الجماعة» عكس الأصوات التي توقّعت صعوبة استئناف المسلسل بعد تسلّم التيار الديني مقاليد الحكم في المحروسة.

بعد ذلك، خرج إلى النور مشروع مسلسل «زينب الغزالي»، الذي تعطّل مرة أخرى بعد بث حلقات منه في الأيام الأولى من رمضان، لكنّ الإخوان المسلمين لم يكن لهم أي علاقة بالعمل، وبدا أنّ استخدام الفن في تحسين صورة الجماعة ورموزها ما زال أمراً مؤجلاً بالنسبة إلى هؤلاء، إلّا أن ردّ الفعل قد يختلف إذا نفّذ المنتج محمد العدل وعده بطرح مسلسل «سيد قطب». في حوار أجراه مع جريدة «الفجر» الأسبوعية، قال العدل إنّه قرر مع أشقائه أصحاب «العدل غروب» إنتاج مسلسل يروى سيرة قطب (1906 ـــ 1966) أحد أبرز منظري الجماعة وأكثرهم تشدداً، خوفاً من أن يقدمه الإخوان في صورة معتدلة لو قرّروا انتاج مسلسل عنه. لكنّ تصريحات العدل لم تتجاوز حدود إعلان النوايا، فلا أحد يعرف ما إذا كان شقيقه الشاعر والسيناريست مدحت العدل سيتصدى لكتابة حلقات المسلسل، أو إذا كُلِّف سيناريست آخر تنفيذ المهمة التي يتوقع إنهاؤها قبل رمضان 2014، مع التركيز على التحوّل الفكري الكبير الذي دفع قطب إلى اعتزال النقد الأدبي واعتناق الأفكار الجهادية المتشددة، ليكفّر كل مَن لا يطبّق الشريعة، حتى انتهى به الأمر على حبل المشنقة وسط رفضه التام التماس العفو لدى الرئيس جمال عبد الناصر. وإلى قطب ينتمي تيار القطبيين الأكثر تشدداً في جماعة الإخوان المسلمين، فيما يُنسب المعتدلون إلى مؤسسها حسن البنّا.
اللافت هنا أنّ الصحافي المصري أحمد الجهيني أعلن قبل أشهر نيته تقديم مسلسل عن الشخصية نفسها، تبدأ أحداثه عام 1948، أي في سنة سفره للدراسة في أميركا وعودته بالأفكار الجهادية، التي دوّنها في كتابيه الشهيرين «في ظلال القرآن» و«معالم في الطريق». وقد رشّح الجهيني الممثل المغربي محمد مفتاح لأداء الشخصية، مشيراً إلى أنّ ممول العمل يحمل الجنسية اليمنية، فيما لا تقلّ الميزانية المرصودة عن مليوني دولار، لكنّ الرقم وصل إلى 5 ملايين دولار على الأقل في تصريحات محمد العدل. وحتى الآن، ليس واضحاً ما اذا كان كل مشروع سيسير في اتجاه منفصل، أو أنّهما سيلتقيان ويندمجان ضمن مشروع
واحد.
الأغرب في كل ذلك انتشار مقطع فيديو على يوتيوب ينصح فيه الشيخ السلفي مصطفى العدوي بعدم إنتاج المسلسل، لأنّه لو وصلت أفكار سيد قطب إلى العامة، فقد يكون تأثيرها سلبياً على الحركة الاسلامية، فالجمهور لن يفهم بسهولة أنّ تلك الأفكار خاصة بقطب وبمن ساروا على نهجه ولا تعبّر عن جموع الإسلاميين.