صدمة مزدوجة سبّبها الداعية الاسلامي عبد الله بدر لمتابعي العراك القضائي بينه وبين الفنانة إلهام شاهين. على مرأى من وسائل الاعلام التي كانت تتابع أولى جلسات المحاكمة منذ يومين، أشهر الداعية وأنصاره صوراً لمشاهد «حميمة» من أفلام الهام شاهين، خصوصاً شريط «سوق المتعة» (2000) مع محمود عبد العزيز.
الصدمة المزودجة تمثّلت في أن يقوم داعية اسلامي ومعه مجموعة من الرجال المتدينين أصحاب اللحى الطويلة والجلاليب القصيرة، برفع هذه الصور أمام الكاميرات لاثبات وجهة نظرهم في صاحبة الدعوى. أما الشق الثاني من الصدمة، فقد تمثّل في كون بعض هذه الصور ليست لالهام شاهين أصلاً، وإنما مركبة بطريقة الـ«فوتوشوب» على جسد عارضة جنس رومانية وفق ما أكدت مجموعة من نشطاء الفايسبوك المصريين الذين حصلوا على الصور الأصلية. وسواء استخدم بدر «الفوتوشوب» بنفسه لوضع وجه شاهين على جسد العارضة أم أنّه حصل على الصور من دون أن يعلم أنّها مزيفة، فإنّ الثابت أنّ داعية اسلامياً دخل على موقع غوغل وكتب في البحث «صور ساخنة لالهام شاهين»، مستخدماً الشعار الميكافيلي الأشهر «الغاية تبرر الوسيلة».
وبدلاً من أن يرفق الصور في ملف الدعوى القضائية، فقد وقف هو واتباعه يعرضونها على الملأ أمام الكاميرات ويرددون التصريحات نفسها عـ«من اعتلوا الهام شاهين» وفق التعبير المتخلّف للداعية، وهاتفين «لا شرف ولا عفة ولا إبداع»، و«إسلامية.. إسلامية.. الله أكبر».
هذا التصرف عكس ردة فعل غاضبة للغاية في الوسط الفني والإعلامي المصري، وازدادت الانتقادات المتعلقة بالدور السلبي الذي يقوم به بعض الدعاة في مصر منذ قيام الثورة، وانحيازهم السافر ضد ميدان التحرير والنشطاء، ودعمهم اللا محدود للرئيس محمد مرسي، وقمع المعارضين، وتكفيرهم وإلهاء الرأي العام عن القضايا الأخرى مثل قضية الدستور. تجاوزات عبد الله بدر في الجلسة الأولى للمحاكمة أكدت أن رسالة الرئيس مرسي لم تصل إلى التيار المتشدد من السلفيين كون الرئيس أدان من قبل ترهيب الفنانين وأبدى استياءه من التشهير بالهام شاهين. لكن التيار المتشدد الذي يؤكد أن دعمه لمرسي ساهم في نجاحه، لا يريد التراجع عن تلك القضايا المثيرة للجدل. ها هو يخوض في اوحالها بإصرار، فأصبح من يعلم الدين للطلاب في الجامعات كعبد الله بدر مستعداً لرفع صور مفبركة لاثبات وجهة نظره وعدم الهزيمة أمام الهام شاهين.