باريس | سماء زرقاء مفتوحة على الخلاء. هكذا أراد الشاب خالد (1960) أن يكون غلاف ألبومه الجديد c›est la vie «إنّها الحياة» الذي صدر أخيراً من إنتاج RedOne (المنتج المغربي نادر الخياط). بابتسامته العريضة وعينيه الضاحكتين، عاد ابن مدينة وهران لتصوير فيديو كليب لأغنية «إنّها الحياة» التي يقول مطلعها «سنحبّ وسنرقص، إنّها الحياة».
ضمّ الكليب شباباً يمثلون مختلف الأعراق والجنسيات، قدموا لوحات راقصة تعبر عن الفرح والحرية والانطلاق، من دون تكلف أو إسراف في حركة الكاميرا وزوايا التصوير أو تغيير مستمرّ في المشاهد. جاءت الأغنية المصورة بسيطة وعميقة، أعادت خالد إلى ساحة الفيديو كليب بعدما أمضى سنوات في إحياء الحفلات والمهرجانات مفضّلاً لقاء جمهوره على المسارح العالمية.
ألبومه الجديد الذي ترواح كلماته بين العربية والفرنسية ويمزج بين «الراي» والموسيقى الالكترونية، يحتوي على 12 أغنية هي: «أنا عاشق»، و«ديما لا بأس» (تعامل فيها مع الفرقة المغربية «مازاغان»)، و«أندلسية»، و«الحرّاقة»، و«باب الجنّة»، و«ويلي ويلي» و«سميرة»، و«ليلى». أما الأغنيات الفرنسية فهي «إنّها الحياة»، «مرة أخرى»، و«لقد ذهبت». وفي الألبوم، قدم الشاب خالد دويتو مع الرابر المعروف بيتبول (أغنية «هي هي»).
وإن كان «ملك الراي» قد عبّر لجريدة «لو باريزيان» الفرنسية عشية صدور ألبومه الجديد أنّه يحاول من خلاله «دعوة الناس إلى الفرح وإبعاد الشائعات»، إلا أنّ ذلك بعدما اهتزت صورة النجم الجزائري في الوسط الفرنسي في الآونة الأخيرة على خلفية قضية تعنيفه لزوجته المغربية سميرة. كان هذا الخبر مادة دسمة لاكتها الصحف الفرنسية لأسابيع عدة، قبل أن تخرج زوجته أخيراً لتؤكّد أن ما روِّج عار عن الصحة، وأنّ خالد لم يعنّفها يوماً منذ زواجهما سنة 1995، موضحة أنّها كمديرة أعمال زوجها واثقة أنّ هناك أطرافاً تحاول ضرب علاقتهما وعرقلة مسيرة خالد الفنية. ولذا، قررا الذهاب للعيش في بروكسيل بعيداً عن «مشاكل باريس».
منذ صدور أغنيته «دي دي» عام 1992، حقق خالد نجاحاً منقطع النظير. بيع منها مليون ونصف مليون نسخة في أوروبا فقط وترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة. كذلك، ازدادت شهرته مع تعامله مع المغني والمؤلف والمنتج الفرنسي جان جاك غولدمان في ألبومه «صحراء» (1996) الذي ضم أغنيته الشهيرة «عايشة». تبع ذلك نجاح جماهيري ساحق حقّقه ألبومه 1,2,3, Soleils عام 1999 الذي أعاد فيه تقديم أغان من التراث الجزائري أبرزها «عبد القادر يا بوعلام» برفقة الفنانين الجزائريين فضيل ورشيد طه اهتزت لأدائهم الأسطوري قاعة «بيرسي» في قلب باريس. بعدها، انطلقوا إلى مسارح العالم حيث بيع من ألبومهم خمسة ملايين نسخة. وها هو «الكينغ» يتعاون في عمله الجديد مع المنتج RedOne الذي حقق شهرة واسعة في الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً بعد نجاح الأغاني التي أنتجها لصالح فنانين مشاهير مثل نجمة البوب ليدي غاغا. أما في الجزائر التي تحتفل بخمسينية الاستقلال، فقد سجّل الشاب خالد في هذه المناسبة كليباً إعلانياً حيث يؤدي أغنية «مازال واقفين»، وهو الإعلان نفسه الذي سجلته الراحلة وردة الجزائرية. كما أحيا حفلة الاستقلال في مسقط رأسه في مدينة وهران، مرتجلاً «أوبريت وطنياً» كتبه الشاعر الجزائري سليمان جوادي، لكن بدا واضحاً أنّ «ملك الراي» لم يتمكّن من حفظه.



«لعيون» فخامة الرئيس

بعد حالة الغليان التي شهدتها الجزائر العام الماضي بسبب تعنّت السلطة إزاء التحركات المطلبية، انخرط نجم الراي الشاب خالد في مشروع نصرة النظام. صرّح بأن «رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يعمل ويسهر من أجل الحدّ من المشاكل التي يعيشها المواطن. ولحسن الحظ يوجد بعض الرجال في السلطة ممّن يعملون لمصلحة هذه البلاد، وإلا لكان الوضع مختلفاً». وقد جاء تصريح خالد من بين مجموعة من الفنانين الذين أداروا ظهرهم إلى مطالب الجماهير التي صنعت نجوميتهم من أجل التقرب من
«فخامة رئيس الجمهورية».