دمشق | منذ اندلاع الانتفاضة السورية، سلّطت السيوف على رقاب البعض من نجوم الدراما، ولم يستطع هؤلاء أن ينجزوا أي تحرك أو نشاط سلمي ضمن حالة الاستنفار المطلق ضدهم وتعرّضهم لحملات أسقطت عنهم وطنيتهم واتهمتهم بالخيانة والمتاجرة بالشعب السوري. كندة علوش التي كانت من الفنانات السوريات الأُوَل اللواتي وقّعن «بيان الحليب» الشهير في بداية الأحداث، تعدّ أكثر من تلاحقه لعنة تلفيق التصريحات وحملات التخوين والشتائم.
ورغم تحقيقها نجاحات متتالية في الدراما والسينما المصرية، وعدم تطرّفها في معارضة النظام السوري، وابتعادها كلياً عن لغة التحريض وبث الفتن، إلا أن كل ذلك لم يشفع لها ولم ينجها من هجمات متتالية، كان آخرها أول من أمس، مع ترويج خبر مزيف مفاده أنّها صرّحت بأنّ الممثل القتيل محمد رافع كان يستحق الإعدام (الأخبار 5/11/2012). فإذا بصفحات المواقع التواصلية تتحوّل إلى منابر تشتم نجمة «يوم ممطر آخر» بأفظع الألفاظ وتتهمها بالخيانة. واللافت أنّه حتى زملاء وزميلات لها في المهنة شنّوا عليها حملة مسعورة. هكذا، كتبت الممثلة السورية جيهان عبد العظيم على صفحتها الخاصة على فايسبوك تعليقاً هاجمت فيه علوش، ورأت أنها تشمت بموت كل ممثل موالٍ، وختمت تعليقها بالقول: «يمهل ولا يهمل!». كل ذلك من دون بذل جهد للتأكد من المعلومة. وسرعان ما تحولت صفحة عبد العظيم إلى فسحة ترجُم فيها زميلتها بمستوى سوقي متدن لا يليق بمستوى أي ممثل سوري، طبعاً من دون أن تسهم بعض التعليقات التي كذّبت الخبر في التخفيف من حدة الهجوم على علوش. ورغم تراجع عبد العظيم عن موقفها وإزالة التعليق بعد وقت قصير، إلا أنّ الأمر لم ينته عند هذا الحد.
سريعاً، نشرت بعض المواقع الإلكترونية بياناً موقَّعاً باسم «أصدقاء الشهيد محمد رافع» أطلق نعوة الممثل الشهيد مجدداً، ورأى أنّ مقتله جاء لأنّه رفض بيع نفسه للمعارضة أمثال بعض «القذرين». وحمّل البيان مسؤولية موته للفنانين السوريين جمال سليمان، مي سكاف، فارس الحلو، أصالة نصري، كندة علوش، موجهاً أصابع الاتهام إليهم، ومشيراً إلى أنّهم يقفون وراء اغتياله. وتوعّد البيان بـ «القصاص العادل منهم أو من أهلهم وأقاربهم»، مضيفاً إنّ الصمت «لن يعود هو الحكم في الرد على اغتيال الكفاءات السورية».
في حديث مع «الأخبار»، تستغرب كندة علوش كل ما سبق، وتأسف للترويج لاتهامات باطلة. وتضيف: «كنت ضد القتل بكل أشكاله منذ بداية الأحداث في سوريا. كذلك، كنت من أوائل الناس الذين دانوا مقتل الممثل محمد رافع، حتى إنني خضت معارك ضد من حاول الشماتة بالموت». ولا تفوّت علوش الفرصة لتعود وتعزي بزميلها الراحل، فتقول «أتقدم بأحر التعازي إلى والدة وعائلة الفنان الشاب محمد أحمد رافع، وأرى أنّ كل قطرة دم سورية تسيل على أرض سوريا هي خسارة ووجع وألم لكل السوريين، موالين كانوا أم معارضين. أنا ضد القتل بكل أشكاله وتحت أي ذريعة. لا شماتة في الموت». وتابعت: «فقدان شاب سوري له رأي خاص لا يمنح الحق لأي إنسان بأن يحول هذه الحادثة إلى مكاسب ومساحة للهجوم على الطرف الثاني. لقد دنت البارحة وعلى نحو واضح على صفحتي الخاصة عبر الفايسبوك مقتل الفنان الشاب محمد رافع، وعددته عملاً خطيراً ينحدر بنا كسوريين إلى درك لن يسهل الخروج منه». هكذا صار واضحاً أن هذه الهجمة لن تكون الأخيرة في مسلسل التفتت والانقسامات السورية المتواصلة.
الهجوم على كندة يأتي من مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. منذ فترة، أسّس أحد محترفي عمليات الاحتيال والنصب حساباً على تويتر يحمل اسم كندة علوش، وقد وضع عليه اسم ورقم حساب في أحد البنوك الموجودة في سوريا، ثم دعا الناس إلى التبرع لعائلات الشهداء السوريين والمنكوبين. وهنا تنوّه علوش إلى أنّها لا تملك أي حساب على تويتر، وأن ما حصل هو عملية استغلال استُثمر فيها اسمها بنجاح لتحقيق أرباح مادية على حساب «الثورة» وتضيف: «لم أعد أفاجَأ بشيء، بسبب ما آلت إليه الأمور».
على عكس كل التوقعات، يخيّب الوسط الفني السوري الآمال يوماً تلو آخر. بدلاً من أن يكون قدوة في التسامح ولمّ الشمل في زمن التفرقة والحروب، تأخذ حملات التخوين والتهديد مساراً جديداً تدخل فيه حيزاً خطيراً، يشي بمواعيد للقصاص والأخذ بالثأر، ليسهم تسرّع البعض ورعونته في الترويج لهذا الجنون في أقسى حالاته، كأنّ الوسط الفني السوري يعمل هذه الأيام على تصوير ملحمة بدوية غابت فيها كل المعايير الأخلاقية والقيم، لمصلحة الانتقام والثأر وهرق المزيد من الدم.
على كف عفريت
لم تتمكن كندة علوش من ترقب الأخبار الواردة عن أول بطولة سينمائية مطلقة لها في أرض الكنانة. شريط «برتيتة» لليسناريست وائل عبد الله والمخرج شريف مندور، الذي تلعب بطولته إلى جانب عمرو يوسف وأحمد السعدني ويعرض حالياً في الصالات المصرية، لم يحقق إيرادات كبيرة، بحسب بطلته «لأنّ الجمهور ينتظر في العيد أفلاماً كوميدية أو أفلام آكشن أو أعمالاً راقصة. مع ذلك، فقد حقق الشريط حضوراً لطيفاً وحظي بقبول جيد رغم ضعف الدعاية». وتستكمل علوش حالياً تصوير مشاهد مسلسلها «على كف عفريت» للكاتب يحيى فكري والمخرج كمال منصور. وتؤدي بطولة العمل إلى جانب النجم خالد الصاوي (الصورة).
6 تعليق
التعليقات
-
واضح من اسلوب الكاتب أنوواضح من اسلوب الكاتب أنو متحيز و غير موضوعي ... فيك تنفي بيانات و توصف مقالات أنها مزورة ..بس ما فيك تنفي مقابلات مصورة على أكتر من شاشة مصرية .. لازم تكون تكون صحفي محترف و تخبي مشاعرك عن القراء عالهامش المفروض تقول الفنان الشهيد مو القتيل
-
يا سيد كنعان انت اتهمت فنانينيا سيد كنعان انت اتهمت فنانين بنشر بيان هددوا زملاء لهم بالقتل فهلا تأكدت ان فنانين سوريين هم فعلا من نشر البيان ام انك كمن تذمهم بهذا المقال نقلت عن ناقل
-
انكار كندة لما تحدثت بهانكار كندة لما تحدثت به سابقاً متوقع نظراً لحجم الاستهجان الذي قوبلت به تصريحاتها ... وأصلا هي بمجرد كونها تدعم المعارضة وهي تعرف مسبقا مايقومون به من جرائم فظيعة هذا يعني موافقتها الضمنية على جرائمهم ... ولايوجد أي مجال للانكار
-
مقالات كنعانهل هذه هي المرة الأولى التي تسمع بها كندة علوش عن الذبح والقتل الراقي الذي يقوم به من تنادي لهم وحبذا لو يكون كنعان موضوعيا فلا يسعى في مقالاته الى تبييض وجوه سوداء ولماذا يكتب يوميين متتاليين عن كندة علوش وينسى أن يكتب عن شهداء الجيش السوري ال28 والتعليقات المعارضة يا سلام شو راقيين أنصار الثورة السورية
-
الحرية المسلوبة هل يعقل أن يخطفوا و يقتلوا فناناً ثم يرموه في بساتين برزة ... ياللإنجاااااااااز العظيم الذي أنجزتموه... تتهمون فناناً بالتشبيح و تصفّوه ؟؟ هل سيندد المعارضون بهذا العمل ؟؟ أم أنهم أيضاً سيعتبرونه خطأ فردي ؟؟ و ربما يقولون النظام من قتله !!؟ أين أصوات الحرية ؟؟ ألم يكن محمد رافع حراً حين أعلن أنه مع الوطن ؟؟ و أنه يرفض ثورتكم المزعومة ؟؟ ألا يحق له و لغيره أن لا يوافقوا على أعمالكم و جرائمكم و نفاقكم ؟؟ ألا يحق للإنسان في هذا البلد الدامي أن يعيش ؟؟ الفنان محمد رافع .. أصبحت الحياة ترفاً هنا .. هنيئاً لك و لذويك شهادتك ... هنيئاً لك .. سوريا حفرت اسمك في صدرها كباقي شهدائها ... و أغلقت عليك باب حارتها ... لتنام في شامنا الفرجة ... إلى الأبد ...
-
في سوريا يعتقل المرء لكونهفي سوريا يعتقل المرء لكونه ينتمي إلى حي ثائر، أو يحمل على جواله أغنية أو صورة ثورية، في حين يتبختر فنان/شبيح حاملاً المسدس على خصره بصورة رسمية، ويشارك في أنشطة تشبيحية من قبيل ضرب المتظاهرين والإبلاغ عنهم، ثم يأتي من يقول إنه فعل كل ذلك "دفاعاً عن النفس"، (وليس طمعاً بالحصول على الجنسية عن طريق المزاودة التشبيحية). ماذا عن "حصرية السلاح" بيد "الدولة" و "الجهات المختصة"؟